باب التحريض على طلب العلم وكيفية الطلب
فيه حديث الصحيحين في فتنة القبر أن المنعَّم يقول جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به وأجبنا واتبعنا وأن المعذَّب يقول : سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته
الشرح : هذا الباب مناسبته لأركان الإيمان هو : أن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والإيمان بالقرآن يعظم بالعلم ، والنجاة – أيضاً – في الإيمان محمد عليه الصلاة والسلام عند السؤال في القبر لا ينجو إلا من يعلم ، ولهذا قدَّم لك ذكر السؤال في القبر وأن المنعَّم يقول : ( محمد جاءنا بالبينات والهدى فآمنا وبه وأجبنا ) وهذا يدل على علمه بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وعلى اتباعه والآخر – الفاجر أو المنافق – يقول : ها ها سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، فيدل على أنه ردد ما يقوله الناس وليس عنده همة لمعرفة ما أنزل الله جل وعلا على نبيه .
فإذاً أركان الإيمان التي بها يتفاضل الناس وتعظم درجاتهم ومراتبهم عند ربهم جل وعلا إنما يتفاضلون بالعلم فكلما زاد العلم زاد الإيمان ، وكلما زاد الفقه في الدين زاد اليقين – إذا وفق الله جل وعلا عبده إلى العمل الصالح – وهذا فيه النجاة في الآخرة عند السؤال في القبر وما بعده ، وهذا من أعظم ما يحض طالب العلم على أن يتعلم لأن النجاة بالعلم ، وليس سواء عالم وجهول .
نسال الله جل وعلا ان ينفعنا واياكم