ملتقى أهل الأثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال تعالى ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ، وعمل صالحا ، وقال إنني من المسلمين (الاية)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكل الاعضاء الملتحقين مجددا ..اهلا وسهلا ومرحبا ..عود حميد باذن الله

 

 الايجابية ...03

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام صلاح
مشرف دردشة
مشرف دردشة
ام صلاح


عدد المساهمات : 29
نقاط : 26010
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 07/09/2010

الايجابية ...03 Empty
مُساهمةموضوع: الايجابية ...03   الايجابية ...03 Emptyالثلاثاء يناير 18, 2011 10:49 pm

من بواعث الإيجابية وركائزها بعد الرسالة والأمانة :

2- المسئولية والمحاسبة

يمكن أن نعرف المسئولية بأنها" تحمّل المسلم التكليف الشرعي بشروطه وحدوده ، وتحمّل تبعة تصرفه إزاء التكليف في الدنيا والآخرة"،والمسئولية يتسع مفهومها لتشمل التبعة والمحاسبة والجزاء ، فالإنسان يتحمل تبعة أفعاله وأقواله، ويحاسب عليها ثم يجازى عليها؛ فإن أحسن فله المثوبة ، وإن أساء فعليه العقوبة، وتقرير المسئولية باعث عظيم على أداء متطلباتها والقيام بأعبائها، وإن المحاسبة على المسئولية مزيد من القوة في القيام بالمهمة، وفيها شعور بمغبة التفريط، وتهيب من عاقبة التقصير .

إن الإنسان الذي لا يتحمل المسئولية ولا يستشعرها ، يكون إنساناً خاوياً لا يحقق إنجازاً ولا يبلغ غاية ، وإذا وجدت المسئولية ولم يكن معها متابعة ، ولا بعدها محاسبة ؛ فإن المرتقب ظهور دواعي الكسل والتراخي ، وعوامل التهاون والتقصير ، بل صور الفساد والإفساد، وكما قيل" من أمن العقوبة أساء الأدب ".

والإسلام يجعل في أعناق أتباعه مسئولية عظيمة، ومنهجه يصورها تصويراً يغرس أهميتها في الفكر ، ويعمق عظمتها في النفس ، تأمل قول الحق جل وعلا:{ كل نفس بما كسبت رهينة} "والمعنى كل نفس رهن كسبها عند الله غير مفكوك"[ الكشاف4/161] فهي " محبوسة به عند الله تعالى " [تفسير القاسمي 16/74] " وإنما يكون الرهن لتحقيق المطالبة بحق يخشى أن يتفلت منه المحقوق به، فالرهن مشعر بالأخذ بالشدة "[التحرير والتنوير 29/324] فالمسلم مرهون أي موثق ومحبوس بمسئوليته التي يتعلق بها كسبه ؛ فإن شاء أن يعتق نفسه وبفك رهنه فلا بد من أداء الواجب والقيام بالمسئولية، وإلا فإنه سيؤاخذ بمقابل تفريطه، هذا المعنى يتطابق مع الحديث الوارد عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث قال:( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
[ رواه مسلم] .

إن الداعية الذي يعي هذه المسئولية لا يتصور منه التراخي، خاصة وأن هذه المسئولية شمولية{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} إنها لا تقتصر على شيء دون شيء ، اقرأ معي الحديث الذائع المشهور ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) [رواه الطبراني 20/60]، ويح امرئ يعلم أنه مسئول ومحاسب ثم لا يكترث ولا يعبأ، ويظل مطمئناً دون عمل .
كيف يمكن هذا ومسئوليته دقيقة يشملها قول الحق - جل وعلا -:{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ويجليها قوله :{ مال لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}.
كيف ومسئوليته لا تقتصر على نفسه فحسب ، بل تتعداها إلى كل من تولى أمره { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} وقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-:
( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).

بل إن المسئولية أشمل من ذلك ؛ لأن الإسلام لا يرضى السلبية ، ولا يقر الاتكالية ، ولا يقبل في منهجه الانعزال ولا الأنانية ليس فيه " أنا والطوفان من بعدي " ولا يقر بمبدأ " مالي وما للناس" بل مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثابتة قائمة ليكون للفرد دوره تجاه المجتمع، وفي عنقه مسئوليته إزاء الإصلاح { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} وقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم)
[الطبراني الأوسط 2/224].

فإذا كانت هذه هي المسئولية فلا شك أنها عظيمة ، بل ويزيد عظمتها أن المحاسب عليها والمراقب لها هو الله - جل جلاله - { الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} الذي { لا تخفى عليه خافية} الذي { يعلم السر وأخفى } ثم هي مسئولية لا تغني فيها شفاعة ولا تخفف منها وساطة { فما تنفعهم شفاعة الشافعين} إنها المسئولية التي يواجهها المرء وحده{ يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } وهذا أيضاً حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- القائل ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة) [رواه البخاري 6/2729].

فهل بعد هذا يمكن الركون أو السكون ، أو ترك المهمات والتخلي عن المبادرات؟ كلا !إن استحضار المسئولية لا يترك فرصة لتوانٍ ولا مجالاً لتسيب أو تسويف، إنما هو العمل الجاد والبذل المتواصل والهمة العالية والعزيمة الماضية
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الايجابية ...03
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الايجابية ... 04
» الايجابية .. 02

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى أهل الأثر  ::  القلعة العامة :: المنتـ العـامّ ـدى-
انتقل الى: