السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
اهلا ومرحبا باخوانى واخواتى الكرام
اقدم لكم فى هذه السلسلة كبسولة علمية معافية سريعة مفيدة
اخص بها الذين تقل عندهم هواية القراءة والمعرفة
كما اقدمها وجبة سهلة يسيرة للراغبين فى المعرفة والعلم
اقدم فيها بعض الكتب الهامة والمفيدة على هيئة سلسلة متتابعة حتى ننتهى من هذا الكتاب
ثم نتابع كتابا اخر وهكذا فى سلسلة اخرى متتابعة
ارجوا العلى القدير ان ييسر الامر لى ولاخوانى فى هذه القراءات
اليوم نتناول
كتاب : العقيدة واثها فى بناء الجيل
للشيخ عبدالله عزام
فالى الحلقة الاولى من قرات لك
الكبسولة الاولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا به، وتوحيدا بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا ، أما بعد:
فهذه عقيدتنا وهي عقيدة الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة (أهل السنة والجماعة) وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره.
الإيمان بالأسماء والصفات:
ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ص من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، بل نؤمن ونعتقد أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فنحن نثبت لله عزوجل أسماءه الحسنى وصفاته العليا التي وردت في الكتاب والسنة الصحيحة.
ونعتقد أن السلف (رضوان الله عليهم) وأهل السنة والجماعة يعلمون معنى الصفات ولكنهم يفوضون علم الكيفية والكنه إلى الله عزوجل، فنحن نعتقد كما اعتقدوا أن الله عزوجل موصوف بهذه الصفات حقا لا مجازا على الوجه الذي يليق بجلاله، من غير أن يشابه خلقه شيء من صفاته.
وكما قال مالك: (الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)، فنحن نؤمن أن لله يدا ليست كأيدينا، وله بصر ليس كأبصارنا، ونؤمن بنزول الله عزوجل إلى السماء الدنيا، فنقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
الإستواء والفوقية:
ونحن نؤمن أن الله عزوجل مستو على عرشه بائن عن خلقه فوق السماء السابعة (ولا نقول الإستواء بمعنى الإستيلاء أو الهيمنة)، مع تنزيهه سبحانه وتعالى عن أن يحد بزمان أو مكان.
المعية: وهو معنا بسمعه وبصره وعلمه.
الإيمان بالقدر:
ونؤمن أن الله خالقنا وخالق أفعالنا مع كون العبد مختارا في أفعاله، ونؤمن أن الله فعال لما يريد .. ألا يكون شيء إلا بإرداته عن تقديره، ولا يصدر عن تدبيره ولا محيد لاحد عن القدر المحدد، ولا يتجاوز ما خطه له في اللوح المحفوظ، وعقيدتنا وسط بين القدرية التي تسند الفعل إلى العبد وتجعله خالقا لفعله من خير أو شر، ونخالف الجبرية فلا نقول العبد مجبور على فعله من خير أو شر، بل كما قلنا نعتقد أن الله خالقنا وخالق أفعالنا والعبد مختار بفعله.
الإيمان: نحن نعتقد أن الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان، تزيده الطاعة وتنقصه المعصية.
الذنوب والكبائر: وعقيدتنا وسط بين المرجئة والحرورية (الخوارج) والمعتزلة، فنحن لا نقول كالخوارج أن مرتكب الكبيرة كافر، ولا نقول كالمرجئة أن الإيمان لا يضر معه معصية، ولا نقول كالمعتزلة أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، وإن مات ولم يتب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
الصحابة: وعقيدتنا وسط بين الروافض (الشيعة) والخوارج، فنحن نعتقد بفضل الصحابة كلهم، ولا نغلو في أهل البيت، وبخلاف الخوارج فإنهم قد كفروا عثمان وعليا وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص، ونؤمن أن أفضل أمة محمد ص أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي كرم الله وجهه، ثم بقية العشرة (سعد وسعيد وطلحة والزبير وأبو عبيدة وعبد الرحمن بن عوف)، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة (بيعة الرضوان)، ثم سائر الصحابة رضوان الله عليهم.
ونتولى أصحاب رسول الله ص كلهم، ونستغفر لهم، ونذكر محاسنهم، ونكف عن مساوئهم، ونسكت عما شجر بينهم، ون قر بفضلهم، ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، أو يعمل عملا لا يحتمل إلا الكفر، مثل السجود للصليب، ونرجو للمحسنين أن يغفو الله عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله ص، ونترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء.
الأولياء: ون قر بكرامات الأولياء، والمؤمنون المتقون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن والسنة.
التشريع بغير ما أنزل الله:
ونرى بأن التشريع بغير ما أنزل الله كفر ينقل عن الملة، ونرى القضاء في ظل القوانين الوضعية باطلة لا تلحقها الإجازة ولا التصحيح، ونعتقد أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة (منذ بعث الله محمدا ص) إلى أن يقاتل آخر أمته الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.
وأهل الكبائر من أمة محمد ص لا يخلدون في النار إذا ماتوا موحدين -وإن لم يكونوا تائبين- فهم في مشيئته وحكمه، إن شاء غفر لهم بفضله وإن شاء عذبهم بعدله.
ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم، ولا نشهد على مسلم بكفر ولا نفاق ولا شرك ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، وندع سرائرهم إلى الله تعالى، ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ، ونكره أصحاب البدع، ونرى أن الإستغاثة بالأموات وطلب الحاجات منهم شرك، وأما التوسل بأي أحد من الخلق فهو غير جائز ويجب تركه.
ونرى أن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ووضع السرج فوقها والرايات وتعليق الستور عليها وإقامة السدنة حولها من البدع المحرمة التي يجب محاربتها.
ونؤمن بفتنة القبر، ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، وبقيام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا، وينصب الموازين، وتنشر الدواوين، ونؤمن بالصراط المنصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم، ونؤمن بحوض نبينا ص وبشفاعته، وأنه أول شافع، وأن الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان وأنهما الآن موجودتان، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر، وأن النبي ص خاتم النبيين والمرسلين وخير الخلق أجمعين.
وأن الله : تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، ونؤمن أن العرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، فمن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا.
ونعتقد أن القرآن منزل من عند الله، وهو كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه سبحانه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمين وحيه، وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد ص.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
جزى الله الجميع خير الجزاء على حسن المتابعة
والى الملتقى فى الكبسولة الثانية