تحيّة الإسلام ...ضمن سلسلة أخلاق القرءان

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيُّه وخليله

ثمّ إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ... وبعد:
أحباءنا في الله وإخوتنا الأكارم شباب الدعوة الطيِّبين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يشرفني أن أقدم لكم وأخيتي الفاضلة جهدينا المتواضعين في بحثنا الذيوفقنا الله إليه بعد سلسلة من الدروس المباركة في شرح حديث مكارم الأخلاق قدّمها لنا شيخنا الكريم أبي أسامة حفظه الله وسدّد للخير خطاه...طيلة الشهر الفضيل فانتقينا منها أجمل العبر وها هو خيرها وأثرها يتجسد من خلال هذه البحوث الطيِّبة...فجزاه الله عنّا وعن الاسلام كل خير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد وُفقنا بفضل الله لاختيار خلق منتشر في تعاملاتنا بل هو أصل وبداية جل العلاقات الاجتماعية ...ألاوهو التحــــيّة ونخص بالذكر تحيّــــة الإسلام .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فالتحيّـــة: مصدر من حيّاه يحيِّيه تحيّة، ومعناها في اللغة: الدعاء بالحياة، فيقال حيّاك الله، أي أبقاك، ثمّ نتوسع في إلقاء التحية على كل ما هو في معناها من الدعاء الذي يقال عند الإلتقاء ونحوه. فالتحية أعم من السلام فالسلام نوع من أنواع التحية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فاعلها الثواب، وجعلها حقًا من حقوق المسلم على أخيه وهي من خير أمور الإسلام

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم أي الإسلام خير؟فقال: ( تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) – متفق عليه-
كما أنّه من أسباب المودة والمحبة بين المسلمين، وعلى هذا وقع اختيارنا على قوله تعالى:

( وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردُّوها إن الله كان على كل شيئحسيبا )

وقد ورد قوله تعالى في الآية 86 من سورة النساء وهي سورة مدنية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن أعظم ما ورد في فضائل التحية والسلام، حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولاتؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا الســــــلام بينكم ) – رواه مسلم –
:::::::::::::::::
فالسلام إسم من أسماء الله الحسنى وضعه في الأرض كي نفشيه بيننا، فكلمة السلام تعني السلامة، فإذا قلت لأخيك (السلام عليكم ) فأنت تدعو له بكل أنواع السلامة بدءا من سلامة الدين والعقيدة، إلى سلامة الصحة والعرض والسمعة.
::::::::::::::::
كما ان عبارة السلام تحمل معنى وعد من الملقي بأن لا يصل المتلقي منه ضر ولا أذًى فإن كان غير ذلك كان هذا خيانة للعهد، لذا شرع ان لا نبدأ مجلسا أو لقاء إلا بالسلام ... فما أجمل هذا المعنى لو وعاه كل مبتدئ بالسلام.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والآن أحبائي في الله سنبدأ بشرح الآية وعصر معانيها عصرًا لنفهم أهمية الخُلق الذي حثنا الله تبارك وتعالى عليه وأمرنا به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.

نأتي إلى: ( وإذا حييتم )

الواو: حرف استئناف، إذا: ظرف لما استقبل من الزمان متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بجوابه (فحيوا).
حييتم: - حيّى – فعل ماض مبني على السكون وهو مبني للمجهول، والضميرالمتصل (تم ) مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.
بتحية: - الباء- حرف جر زائد لفظا مؤكد للمعنى، - تحية – مفعول مطلق منصوب.

ومعنى ( وإذا حييتم بتحية ) أي إذا حيّاك شخص، بماذا؟؟ بتحية. وما هي التحية؟؟؟

التحية: هي اللفظ الصادر من أحد المتلاقيين على وجه الإكرام والدعاء وما يقترن بذلك اللفظ الصادر من البشاشة ونحوها

– وقد سبق تعريفها بشئ من التفصيل في بداية المقال –

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فيجب عند إلقاء السلام أن يصاحب دعائك للمخاطب بالسلامة نوع من البشاشة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( إذا التقى المسلمان فسلّم حدهما على صاحبه، فإن أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا)–سنن أبي داود–

والسلام الذي حثّ عليه ديننا هو أعلى أنواع التحايا فعن أبي الدرداء –رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفشوا السلام كي تعلوا )– رواه الطبراني –
حيث قال المناوي – رحمه الله – في هذا الحديث: ( أي يرتفع شأنكم فإنكمإذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوّكم وعلوتم عليه، وأراد الرفعة عندالله ).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهو تحيتنا حين نلاقي وجه السلام عزّ وجلّ لقوله تعالى: ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) – الأحزاب 44 –
وهو تحية أهل الجنة لقوله تعالى: ( لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلامًا سلام ) – الواقعة 26 –
وقوله تعالى في سورة إبراهيم الآية – 23 - : ( وأدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام )
::::::::::::::::
أما في الدنيا فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لمّا خلق الله تعالى ءادم صلى الله عليه وسلم قال: إذهب فسلم على أولئك– نفر من الملائكة جلوس – فاستمع ما يُحيُّونك، فإنها تحيتك وتحية ذُرِّيتك. فقال:السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله ) – متفق عليه –

وقد ورد الأمر بإفشاء السلام في مواطن عدة من كتاب الله عزّ وجلّ من ذلك:

قال تعالى: ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام) – الذاريات 25.24 -
وقوله تعالى في سورة تحوي جل الآداب الاجتماعية: ( يا أيّها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) – النور 28 –

وفي هذا الباب وردت أحاديث عدة تحث على الاستئذان وآدابه:

فعن رِبعِيِّ بن حِراش قال: حدّثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: (أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟ ) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل. – رواه أبو داود بإسناد صحيح –

وعن كِلدَةَ بن الحنبل – رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليهوسلم، فدخلت عليه ولم أسلِّم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إرجِع فقل السلام عليكم أَأَدخل؟). - رواه أبو داود،والترميذي وقال: حديث حسن.
وفي هذا دلالة على أن السلام يكون بداية كل الأمور من مجالس ولقاءات وغير ذلك.

ومن الأمور المستحبة أن يلقي المرء على نفسه السلام إذا دخل بيته وإن كان خاليا، لقوله تعالى: (فإذا دخلتم بيوتا فسلِّموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيِّبة ) – النور61 –
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بنيَّ، إذا دخلت على أهلك، فسلم، يكن بركة عليك، وعلى أهل بيتك) – رواه الترميذي وقال: حديث حسن صحيح.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهذه التحية اصطفاها الله لنا في الدنيا والآخرة وجعل منها مدخلا للمحبة والتآلف لذا أمرنا أن نحيي من حيّانا بأحسن منها أو ردها لقوله جلّ وعلا: ( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ..)

الفاء: واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح.
حيوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
الواو: واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل – وهو متلقي الامر(المسلمون) –
بأحسن: - الباء- حرف جر زائد لفظا مؤكد للمعنى،- أحسن- مفعول به منصوب.
ومعنى (فحيوا بأحسن منها أو ردوها)

أن الله تعالى يأمر عباده المؤمنينأن يردوا تحية من يحييهم بأحسن منها فإن لم يكن بالأحسن فالمثل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهنا نرى أمر الله جليا حين أمرنا برد السلام ...

فإلقاء السلام سنة مؤكدة ورده واجب عينا، إذا قصد به شخص واحد، وعلى الكفاية إن قصدت به جماعة، فإن رد واحد سقط الحرج على الباقين والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام ويرد الجميع.

فقد وصانا الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال: (اجتنبوا مجالس الصُعَداء فقلنا: إنّما قعدنا لغير ما بأس، فقعدنا نتذاكر ونتحدث. قال: إما لا فأدُّوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام)

وفي الرواية الأخرى:( غض البصر،وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) – رواه البخاري ومسلم –
الصُعداء: بضم الصاد وفتح العين وتعني الطرقات
:::::::::::::
ولتعلموا يا إخوتي أنه من رد على من حياه بتحية أحسن، فإن أجره يزداد كلما كانت التحية أفضل
فعن عمران بن الحُصينِ – رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فردّ عليه السلام ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر. ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: عشرون. ثم جاء آخر، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون. ) -رواه أبو داود والترميذي وقال: حديث حسن-

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وإن من المؤسف أن الناس الآن أكثرهم لا يفشي السلام يمر بك فيضرب كتفه كتفك ولا يسلم إلا ما شاء الله وإذا فعل يكون سلامه على من يعرف اقتصارا وهذا خلاف للسنة كما سلف ذكره في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-

وانت اذاسلمت حصلت على ثواب عظيم وهو ان كل تسليمة بعشر حسنات ... مع انه لو قيل له اذا سلّمت على كل من لاقيت اعطيناك درهما واحدا لرأيته يسلم على كل الناس بل ربما يكرر من أجل أن يحصل على درهمين...فكيف بالحسنات التي يكون الانسان محتاجا اليها احوج ما يكون في يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
::::::::::::
وهذا من قلة الوعي ولو ان طلاب العلم كانوا هم القدوة في ذلك فأفشوا السلام ودعوا الناس اليه ... لفشي السلام في الأمة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نأتي إلى قوله تعالى: (أو ردوها)

والمعنى هنا ليس الرد بمعنى الرفض بل المعنى إن لم ترد بأحسن منها، فرُد التحية كما هي.

والواجب في الرد أن يكون مثل السلام، وإن زاد عليه فهو أفضل لكن لاينقص عنه. وقد قال ابن كثير في تفسيره للآية التي نحن بصدد البحث في معانيها،
قال:أي إذا سلّم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلّم، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة.
فائــــدة:
::::::::::
قال تعالى: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدُّوها "
السؤال: لِم كان الحكم في ردّ السلام ... بأنّ الزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة

وهنا استوقفنا أستاذنا أبي أسامة بذكر قاعدة عظيمة حريٌ بكل طالب علم أن يفقهها وفيها الجواب على السؤال السالف الذكر... تقول القاعدة:

" كل أمر في القرءان يقتضي الوجوب ما لم يُصرِف بقرينة"

والقرينة في الآية أداة التخير " أو" فلمّا خُـــيِّـرنا بين الأحسن والمثل صارت هذه القرينة وكانت هي الصارف من الوجوب إلى الندب وانتهى الأمر إلى الأدنى - أي الرد بالمثل -
:::::::::::::::
والتحية لا تقتصر على بداية اللقاءات أو الحديث أو الدخول للمجالس بلهي واجبة أيضا بعد الانتهاء من الذي سبق ذكره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) – رواه أبو داود والترميذي وقال: حديث حسن.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نأتي إلى قوله تعالى: (..إن الله كان عليكم حسيبا)

ففي هذا القول تطمين للمؤمنين على أن الله تعالى يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به، وكما هو طمأنة لقلوب المؤمنين ممن يفشون السلام فهو ايضا تنبيه لهاجريه إلقاءا وردًا بأن الله سيحاسبهم على فعلهم.
::::::::::

نأتي الآن اخوة الاسلام إلى ذكر بعض أحكام السلام وآدابه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1/ من السنة في السلام ورده الجهر لأن السلام هو التلفظ بقولك: (السلام عليكم) والإشارة باليد وغيرها لاتعتبر سلاما، أما الجواب فيجهر به حتى يسمعالمسلم لأنه إن لم يسمعه فانه لم يجبه إلا أن يكون عذر يمنع سماعه فعن أنس رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. – رواه البخاري ... وهذا محمولعلى ما إذا كان الجمع كثيرا.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

2/ يشرع تبليغ السلام وتحمله، وعلى المبلَّغ أن يرد السلام فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا جبريل يقرأ عليك السلام) قالت: قلت: ( وعليه السلام ورحمة الله وبركاته) – متفق عليه-

فائـــــــدة:
::::::::::::::::::::::

سأل شيخنا أبي أسامة حين إلقاء البحث : ما وجه الاستدلال بحديث عائشة رضي الله عنها؟؟

الجواب: وجه الاستدلال أن الرسول لم يعترض عن فعل عائشة حين ردت السلام الذي بلّغها إيّاه من جبريل عليه السلام وكان سكوته صلى الله عليه وسلم دليل مشروعية تبليغ السلام وردّه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

3/ الأفضل في الابتداء بالسلام أن يسلم الصغير على الكبير، والماشي على الجالس، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير فعن أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير) – متفق عليه- وفي رواية للبخاري : ( والصغير على الكبير).
::::::::::::::::::
ولا بأس بسلام الكبار على الصبيان بل أنه مستحب من باب تربيتهم وحثهمعلى إفشاء السلام بينهم وفي رواية متفق عليها عن انس رضي الله عنه أنه مر علىصبيان، فسلم عليهم، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

4/ حكم السلام على الكافر ورد سلامه إذا سلم:

السلام تحية للمسلمين خاصة، فلا يجوز إلقاؤه على غيرهم فعن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا تبدؤوا اليهود ولا النصارىبالسلام، فإذا لقيتم فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) رواه مسلم
:::::::::::::::::::
أما إذا حضر موضعا فيه اختلاط من المسلمين والكافرين، فيسلم ويقصدالمسلمين، ففي حديث أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على مجلسفيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود- فسلم عليهم النبي صلى اللهعليه وسلم ....متفق عليه
::::::::::::::::::
وإذا سلم الكافر فإنه يرد عليه بمثل ما روى أنس رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم) – متفقعليه –

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

5/ السلام على النساء:

يجوز السلام على النساء المحارم، أما غيرهن فيجوز إذا أمنت الفتنة بهنوعليهن وهذا يختلف باختلاف النساء والاحوال والمواضع فليست الشابة كالعجوز فعنأسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلّم علينا..... رواه ابو داود.
:::::::::

ومع ما سلف ذكره من الأجر العظيم ماذا فعلنا نحن؟؟؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استبدلنا تحيتنا التي هي باسم الله السلام وتحية رسول الله بتحايا عقيمة

( صباح الخير,مساء الخير,هاي,باي ) ومن يستعملها يتوهم انه راقي. ولا يعلم ان الرقي لا يأتي إلا من الدين ولا يرقى بغيره.
فواقعنا الآن هو أن المسلمين هجروا السلام الا من رحم ربي.

لذلك يا إخواني أقول لكم أن هذه كلها تحايا ينبغي علينا ان نبتعد عنها فهي مأخوذة من النصارىواليهود وقد امرنا رسولنا بعدم التشبه بهم :
فعن عمر بن شعيبعن ابيه عن جده رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا منتشبه بغيرنا,لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى, فإن تسليم اليهود الإشارةبالأصابع,وإن تسليم النصارى بالأكف ).رواه الترمذي.

فحين أمرنا رسولالله بإلقاء التحية لم يقل قولوا لمن لقيتم:

( صباح الخير,طاب نهارك,عمتم مساءا ..... ) بلقال: افشوا السلام.

فعن عبد الله بنسلام رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يا أيهاالناس,افشوا السلام,واطعموا الطعام,وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ).رواه الترمذي.

ومع هذا لا نزال نقلد الغير في إلقاء التحية رغم أنهم يغتاظون من تحيتنا العظيمة
فعن عائشة رضي الله عنها,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ما حسدتكم اليهود على شئ ما حسدتكم على السلاموالتأمين ).رواه ابن ماجه.
:::::::::
فالننظر إخواني إلى عظمة أجر هذه التحية, انها من مسببات دخولنا الجنة,

وليس هذا وحسب بل هي سبب لمغفرة الذنوب كما أسلفنا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ( إن من موجباتالمغفرة بذل السلام,وحسن الكلام ).رواه الطبراني.

بل ورحمة الله تنال بإفشاء السلام :

فعن أبي امامةرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ان اولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ).رواه ابو داود و الترمذي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهل من عاقل علمبثمرات هذه التحية ان يستبدلها بغيرها ...
لا والله فعندها أظن أنه لا يملك عقلا ابدا.

ففي جملة واحدةننال رحمة الله ورضاه,من جملة واحدة تغفر ذنوبنا,في جملة واحدة يكمن سبب من اسبابدخولك للجنة,من جملة واحدة تعم عليك بركة الله.

ومن جملة واحدة تدعوا لغيرك بجميع انواع السلام والمودة..

فهل بعد كل هذه الثمار نواصل هجر سلام الله وسلام رسوله؟؟؟؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا و حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر :-
- تفسير ابن كثير.

- البحر المحيط.

- أيسر التفاسيرللجزائري.

- تفسير فضيلةالدكتور محمد راتب النابلسي.

- إجتهاداتالدكتور مهران ماهر عثمان في تفسير القران.

- شرح صحيح مسلمللإمام النووي رحمه الله.

- رياض الصالحينللإمام النووي.كتاب.

- موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تحيات أختيكم في الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أم عبد الرحمن ... وأم عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نحمده -سبحانه -ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
وأشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
وبعد اختاي الكريمتين
ام عبد الله ، وام عبد الرحمن
والله الذي لا اله الا هو ان الخجل والحياء ليعتليني ويعتريني كما لم يحصل من قبل قط
وذلك لفرط تفريطي في المرور بارجوانة وياقوتة المواضيع كلها
هذا التفريط الذي -وان كانت له اسبابه ومسبباته- الا انه كان تفريطا ن فانه لا يليق بناصح ولا عاقل ولا مخلص الا ان يقف عند هذه الكلمات التي
اقسم بالله لو عرضت على امام من الائمة لاعترف لكما فيها بالفضل وحسن البذل
فان كلمتكم تلك كانت رونقا في صفحات هذا الملتقى وكانت من بين افضل المواضيع التي نشرت او ستنشر في الملتقى المحظوظ بمثل هذه المجهودات الطيبة الكريمة
ولذلك فاني استهل كلمتي باعتذار اليكما ومنكما على السواء واني لطامع في عفوكما عن تفريطي وتقصيري
وان كنت لابد مكفرا عن تهاوني غير المقصود ولا المتعمد فاني لا اجد خيرا من ادراج ما يمكن ادراجه في هذا السياق عسى الله ان ينفعنا بها وان يعلمنا ما ينفعنا
فلما كنا قد تناولنا الموضوع ببعض التعقيب في اثناء الالقاء فاني اكتفي هنا بتعقيب او اثنين مما لم يدرج كره في الغرفة
ان اذن الله بذلك ووفقنا اليه

اما اولهما فعن قولكما : عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بنيَّ، إذا دخلت على أهلك، فسلم، يكن بركة عليك، وعلى أهل بيتك) – رواه الترميذي وقال: حديث حسن صحيح.
وهذا اثر نبوي يحتاج الى وقفة طيبة جليلة ولكننا نقتصر فيها على يحضرنا من نفع ان شاء الله
ففي سياق الكلام عن فوائد السلام ينتظم نصب اعيننا هذا التوجيه النبوي الجليل
ليبين لنا فائدة عظيمة من فوائد السلام افتقدناها طويلا بل ما احوجنا اليها في ازمنتنا هاته التي لا نكابد فيها الا المشاق والعناء الذي لا مبرر له
فانظر يرحمني الله واياك الى قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا دخلت على اهلك فسلم ..بمعنى اذا اتى احدكم اهله ، والاهل اذا اطلق مردفا بلفظ الدخول فان المقصد منه الزوجة . ولكنه ان تعمم استعماله ولم يقترن بقرينة صارفة فالاهل هم الزوجة والاولاد وكل من يسكن معك تحت سقفك من اصول وفروع وخدم ونحوهم
والحاصل فان العبرة بعموم اللفظ يعني اذا دخلت بيتك فسلم هاااا ماذا يحصل لك ان انت سلمت ؟؟؟
انتبه الى التوجيه النبوي الذي لا ياتي معه باطل قط يكن بركة عليك )اي انه يحصل لك بالسلام بركة تتنزل عليك من الله عليك وعلى اهلك
كما صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال وعلى اهلك) اي ان بركة تعمكم جميعا
ومعلوم يا اخوة ان البركة اسم جامع لكل رحمة وسكينة وسعة تتنزل من الله
فانظر معي يرحمني الله واياك هل نتمتع بمثل هذه البركة في اهلينا واسرنا وبيوتاتنا
السنا نعاني ونكابد ونشتكي من ارتفاع البركة ومحقها بين اولادنا وارزاقنا
كم من زوج لم يرزق ذرية ؟
كم من ولد رضيع ولد مشوها ؟
كم من زوج رزق مولودا مصابا بالسكري
وارتفاع الضغط وهو ما يزال -سبحان الله-رضيعا ؟
كم من زوج انكر زوجته بعد حين من الزواج لانه ما صار يجد مبررا لتصرفاتها ؟
كم من زوجة تشتكي تغير زوجها عليها بعد مدة قصيرة من الزواج ؟ وكم وكم وكم
انها البركة الممحوقة في الاهل والولد والخادم ووو
افلا ادلكم على امر يرجع البركة الى بيوتاتكم ؟
افشوا السلام في البيوت
نعم انها بركة القاء السلام في البيت اذا اتيت اهلك فسلم تكن بركة لك ولاهل بيتك
والحمد لله
اما التعقيب الثاني فهو حول قولكم : نأتي إلى قوله تعالى: (..إن الله كان عليكم حسيبا)ا

ففي هذا القول تطمين للمؤمنين على أن الله تعالى يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به، وكما هو طمأنة لقلوب المؤمنين ممن يفشون السلام فهو ايضا تنبيه لهاجريه إلقاءا وردًا بأن الله سيحاسبهم على فعلهم
ففي تعقيبكم وبيانكم فادتم واجدتم ولكني استسمحكم في التصريح بما لمحتم اليه ضمنا في كلامكما
وهو متعلق بصنف من الناس يمر برجال او بمجلس او ربما بشخص فيلقي عليه السلام فلا يرده عليه
فيجد في نفسه من ذلك شيئا ولربما حمله تكرار هذا الامر على ان يمتنع عن السلام مطلقا
يقول : مالي ولهؤلاء القي عليهم فلا يردون ؟ وهنا يسارع ابليس عليه لعائن الله الى الجواب المفعم بالخبث والملغم بالمكر والمزين بالقبح من الفعل والقول
يقول له
هل هم خير منك كي تحييهم فلا يردون ؟ اليست لك عزة نفس ؟ مالك تكلمهم فيترفعون عنك ، الست انت خيرا منهم ؟
دعك منهم لا تسلم عليهم بعد الان وهكذا
وللاسف تجد الرجل يمتثل وتنساق نفسه خلف هذا فيقرر الامتناع عن السلام وهو حينها انما يمتنع عن ارم الله وامر رسوله بمعنى
عن خلق اوصى به الله واوصى به رسوله عليه الصلاة والسلام
وهنا وفي مثل هذه الحال تبرز لنا الاية الكريمة او هذا الشطر منها وهو قول الله تبارك وتعالى
ان الله كان عليكم حسيبا
بمعنى نعم الله حسيب علينا يحصي اعمالنا التي ننساها او نتناساها وهذا الكلام يحتمل الامرين
اي انه حسيب علينا ومن حسبته علينا ان يحصي لنا اعمالنا الطالحة التي ننساها فيذكرنا بها ثم نحن بعدها تحت مشيئته ان شاء غفر وذاك ظننا به وان شاء عذب وذاك عدل منه لا ظلم فيه
ولكن ايضا يحصي لنا اعمالنا الصالحة وهذا من تمام العدل اللائق به المتصف بكماله وجلاله
وهذا الذي اقصده في مقامنا
فانت قد تسلم على فلان وعلان وزيد وعبيد ولا يرد عليك منهم احد
فلا تقنط ولا تقل ذهب سلامي وتحيتي هباء
بل قل ان الله حسيب رقيب يحصي ولا ينسى فانا يثبت لي الاجر بالسلام وانتم يغفر الله لكم تفريطكم ان شاء الله
واكتفي بهذا القدر الان على ان تكون لي جولات وصولات في مواضيع المنتدى عموما وهذا الموضوع خصوصا وبالله التوفيق
والله اعلم واحكم واستغفر الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ابو اسامة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا نبي الاخلاق الصادق الوعد الامين.
وبعد ... بارك الله فيك شيخنا واستادنا ابا اسامة على مرورك الطيب الكريم وجزاك الله كل الخير على الفائدة التي اضفتها فلقد تعلمت منها شيئا غاب عنا فبارك الله فيك. وبالنسبة الى ماقلته في شأننا فا والله ما وصلنا الى هدا الا بمجهودك انت وتعلميك انت فالفضل كله يرجع لله ثم لك فلولاك لما وصلنا الى هدا فبوركت وبورك ممشاك واسأل الله ان يرزقك الفردوس الاعلى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلميدتك ام عبد الرحمن...

» أخلاق القرآن **
» أخلاق القرآن
» بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان
» تفضلوا الفهرس الكامل لسور القرءان الكريم
» قرأت لك -- سلسلة متتابعة لموضوعات مختلفة