ابنة الاسلام المشرفة الرئيسة
عدد المساهمات : 35 نقاط : 25987 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:03 pm | |
| بسم الله غافر الذنب قابل التوب الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلق اجمعين واكرم المرسلين وخاتم النبين وداعي المسلمين للتوبة والانابة قبل يوم الدين اما بعد اخي الفاضل اختي الفاضلة :اعلموا ان بر الوالدين طريقكم الى الجنة فإن حق الوالدين عظيم، ومنزلتهما عالية في الدين؛ فبرهما قرين التوحيد، وشكرهما مقرون بشكر الله [/font">- عز وجل
- والإحسان إليهما من أجل الأعمال، وأحبها إلى الكبير المتعال.
لذلك وقفت اليوم متاملة متعجبة مع هذه الايات الكريمة التي قال الله تعالى فيها
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [ الإسراء: 23، 24
الله الله انظروا كيف قرن الله برهما بالامر بعبادته فيالله ما اشد غفلتنا عن هذه العبادة العظيمة فليس شيئا اعظم بعد التوحيد بقيامي حق الوالدين انها وصية الله للابناءفقال الله تعالى وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ النساء: 36 ].
وقال الله عز وجل : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [ لقمان: 14
فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه فرضا الله مربوط برضا الوالدين والله لا يرضى عن العبد حتى يرضى والداه عنه
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :رضاالرب في رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين )رواه الترمذي وصححه ابن حيان والحاكم
ايات كريمة تحمل بين طياتها معان عظيمة فتعالوا نتعرف اكثر على هذه الايات
هاتان الايتان من سورة الاسراء ورقمهما 23 و24 وهي سورة مكية
اما بالنسبة لاعراب الايات فسنبدا بها الان المصدر "ألا تعبدوا" منصوب على نـزع الخافض الباء، "إياه" ضمير نصب منفصل مفعول به. وقوله "وبالوالدين إحسانا": الواو عاطفة، والجارّ متعلق "أحسنوا" المقدر، "إحسانا" مفعول مطلق، وجملة "أحسنوا" المقدرة معطوفة على جملة "تعبدوا". قوله
"إمَّا": مؤلفة من "إنْ" الشرطية و"ما" الزائدة، والفعل
مضارع مبني على الفتح في محل جزم، والنون للتوكيد، "الكِبَر" مفعول به،
"أحدهما" فاعل مؤخر، "أو كلاهما": "أو" عاطفة، "كلاهما" اسم معطوف
[b]مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى. قوله "أف": اسم فعل مضارع
بمعنى أتضجَّر، والفاعل ضمير أنا
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا الجار "من الرحمة" متعلق بـ "اخفض"، "كما": الكاف نائب مفعول مطلق، و"ما" مصدرية وربياني :فعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بالف الاثنين والالف فاعل والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والمصدر المؤول مضاف إليه أي: ارحمهما رحمةً مثل تربيتهما لي.[/b] وجملة ربياني صلة الموصول الحرفي أما بالنسبة لمعانيها فلا بد ان نوضحها لنتعرف أكثر على عظمة هذه الايات التي تدعونا الى بر والدينا قال سبحانه وتعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ } قضاء دينيا وأمر أمرا شرعيا فإن القضاء ها هنا بمعنى الأمر وقال مجاهد: وقضى :يعني :وصى وكذا قرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود والضحاك بن مزاحم ووصى ربك :قضى أي أمر وألزم وأوجب .قال ابن عباس والحسن وقتادة :وليس هذا قضاء حكم بل هو قضاء أمر ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه :لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له كل صفة كمال وله من تلك الصفة أعظمها على وجه لا يشبهه أحد من خلقه وهو المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة الدافع لجميع النقم الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور فهو المتفرد بذلك كله وغيره ليس له من ذلك شيءوذكر بعد حقه القيام بحق الوالدين فقال :(وبالوالدين احسانا) أي أحسنواإليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر ولهذا قرن بعبادته بر الوالدين فقال: ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) أي: وأمربالوالدين إحسانًاا
هذه الاية تؤكد على امر عظيم التأكيد على أصل توحيد الله, والثاني الإحسان إلى الوالدين
إن ترتيب الكلام – من ناحية بلاغية - تابع لأهميته المعنوية, فجاء البيان أولا بعبادة الله وحده لا شريك له ثم أعقب بعد ذلك مباشرة بيان أهمية الإحسان إلى الوالدين
وندرك أهمية هذا الربط في شواهد قرآنية أخرى
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)الأنعام 151 افالتعبير عن ( إحسانا ) بلفظ التنكير, وذلك للدلالة على التعظيم, فهي تفيد أن يكون الإحسان إلى الوالدين إحسانا عظيما كاملا أي أن يبره وإن كان مشركا إذا كان له عهد قال الله عز وجل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم )فلا يختص برهما بكونهما مسلمين بل تبرهما وإن كانا كافرين فعن أسماء رضي الله عنها قالت :قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم،
صلي أمك)). متفق عليه
ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل تبرهما وتحسن إليهما حتى ولو أمراك بالكفربالله
قال تعالى :
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً
واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن
حقهما لمن أشد الحقوق ، فالموفق من هدي إليه، والمحروم كل المحروم من صُرف عنه. وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل حق الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل استأذنه في الجهاد: أحي والداك ؟قال:نعم ،قال:ففيهما فجاهد))رواه البخاري إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما)) إما مركب من ((إن)) الشرطية و((ما )) الزائدة
والكبر هو الكبر في السن أي إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف وقد خص حالة الكبر لأنها بطول المدى توجب الاستثقال عادة ويحصل الملل ويكثر الضجر فيظهر غضبه على أبويه وتنتفخ لهما أوداجه
تخصيص حالة الكبر بالذكر لكونها أشق الحالات التي تمر على الوالدين فيحسان فيها الحاجة إلى إعانة الأولاد لهما و قيامهم بواجبات حياتيهما التي يعجزان عن القيام بها، و ذلك من آمال
الوالدين التي يأملانها من الأولاد حين يقومان بحضانتهم و تربيتهم في حال الصغر و في وقت لا قدرة لهم على شيء من لوازم الحياة و واجباتها.
فالآية تدل على وجوب إكرامهما و رعاية الأدب التام في معاشرتهما و محاورتهما في جميع الأوقات وخاصة في وقت يشتد حاجتهما إلى ذلك وهو وقت بلوغ الكبر من أحدهما أوكليهما عند الولد
ولا تقل لهما اف فكلمة اف اسم فعل بمعنى أتضجر
أي: لا تسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ أمر بأن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة ، وهو السالم عن كل عيب من عيوب القول المتجرد عن كل مكروه من مكروه الأحاديث
ولما نهاه تعالى أن يقول لهما ما مدلوله أتضجر منكما ارتقى إلى النهي
عما هو من حيث الوضع أشد من { أف } وهو نهرهما، وإن كان النهي
عن نهرهما يدل عليه النهي عن قول { أف } لأنه إذا نهى عن الأدنى كان ذلك نهيا عن الأعلى بجهة الأولى والمعنى لا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يعجبك
وَلا تَنْهَرْهُمَا ) أي: ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح، كما قال عطاء بن أبي رباح في قوله: ( وَلا تَنْهَرْهُمَا ) أي: لا تنفض يدك على والديك. أي :تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا
وقل لهما قولا كريما:أي لينا طيبا بتأدب وتوقير وتعظيم
وقيل: { قولاً كريماً } أي جميلاً كما يقتضيه حسن الأدب. وقال عمر: أن تقول يا أبتاه يا أمّاه انتهى. كما خاطب إبراهيم لأبيه يا أبت مع كفره، ولا تدعوهما بأسمائهما لأنه من الجفاء وسوء الأدب ولا بأس به في غير وجهه كما قالت عائشة نحلني أبو بكر
كذا ولما نهاه الله تعالى عن القول المؤذي وكان لا يستلزم ذلك الأمر بالقول الطيب أمره تعالى بأن يقول لهما القول الطيب السار الحسن، وأن يكون قوله دالاً على التعظيم لهما والتبجيل.
وقال عطاء: تتكلم معهما بشرط أن لا ترفع إليهما بصرك ولا تشد إليهما نظرك لأن ذلك ينافي القرءان الكريم
وقال الزجاج قولاً سهلاً سلساً لا شراسة فيه، ثم أمره تعالى بالمبالغة في التواضع معهما بقوله: { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )
أي: تواضع لهما بفعلك معنى تذلل لهما تذليل الرعية للأمير ، والعبيد للسادة
وقال الزمخشري: فإن قلت: ما معنى { جناح الذل }؟ قلت: فيه وجهان. أحدهما: أن يكون المعنى
واخفض لهما جناحك كما قال: { واخفض جناحك للمؤمنين } الحجر: 88]
فاضافه إلى الذل أو الذل كما أضيف حاتم إلى الجود على معنى واخفض لهما جناحك الذليل أو الذلول. والثاني: أن يجعل لذله أو لذله جناحاً خفيضاً كما جعل لبيد للشمال يداً، وللقرة زماناً مبالغة في التذلل والتواضع لهما انتهى. والمعنى أنه جعل اللين ذلاً واستعار له جناحاً ثم رشح هذا المجاز بأن أمر بخفضه
وحكي أن أبا تمام لما نظم قوله: لا تسقني ماء الملام فإنني | | صب قد استعذبت ماء بكائيا | جاءه رجل بقصعة وقال له اعطني شيئاً من ماء الملام، فقال له: حتى تأتيني بريشة من جناح الذل. وجناحا الإنسان جانباه، فالمعنى واخفض لهما جانبك ولا ترفعه فعل المتكبر عليهما ثم أمره تعالى بأن يدعو الله بأن يرحمهما ( وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا ) أي: في كبرهما وعند وفاتهما ( كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) < 5-65 >
بأن يرحمهما رحمته الباقية إذ رحمته عليهما لا بقاء لها. ثم نبَّه على العلة الموجبة للإحسان إليهما والبر بهما واسترحام الله لهما وهي تربيتهما له صغيراً، وتلك الحالة مما تزيده إشفاقاً ورحمة لهما إذ هي تذكير لحالة إحسانهما إليه وقت أن لا يقدر على الإحسان لنفسه
وادع لهما طوال حياتك بالمغفرة والرحمة ان كانا موحدين (وماتا على ذلك لقوله تعالى
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى }
وقد جاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة
فعن أبي هريرة عن النبي قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم والترمذي].
عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله
} [متفق عليه].
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه )) متفق عليه
ومعنى ينسأ له في أثره :أي يؤخر له في أجله وعمره
وعن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
فبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات
إن بر الوالدين مما أقرته الفطر السوية، واتفقت عليه الشرائع السماوية، وهو خلق الأنبياء، ودأب الصالحين. كما أنه دليل على صدق الإيمان، وكرم النفس، وحسن الوفاء
- هذا نبي الله نوح - عليه السلام - يذكر لنا الله - عز وجل - نموذجا من بره بوالديه حيث كان يدعو ويستغفر لهما كما في قوله - تعالى – عنه رب اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [ نوح: 28 ].
- وهذا إمام الموحدين إبراهيم الخليل - عليه السلام - يخاطب أباه بلطف شفاف، وإشفاق بالغ، وحرص أكيد؛ رغبة في هدايته ونجاته، وخوفا من غوايته وهلاكه فيقول - كما أخبر الله عنه -:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا [ مريم:41 - 45 ].
لقد خاطب والده بتلك الكلمات المؤثرة، والعبارات المشفقة، التي تصل إلى الأعماق ولولا انها وجدت قلبا قاسيا اسودا أغلف - لأثرت به، وكانت سببا في هدايته، ونجاته
- وهذا إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - يضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية؛ وذلك عندما قال له أبوه: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [ الصافات: 102 ]
ماذا كان رد ذلك الولد الصالح ؟ هل تباطأ أو تكاسل، أو تردد وتثاقل ؟ لا، بل قال - كما - أخبر الله تعالى عنه :
يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [ الصافات: 102 ].
- وهذا عيسى بن مريم - عليه وعلى أمه السلام - يأتيه الثناء العطر، والتبجيل العظيم من ربه وهو ما يزال في المهد - بأنه بار بأمه، ويقرن هذا بعبوديته لربه - عز وجل - قال - سبحانه – عنه:
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [ مريم: 32 ].
هذا حال خلق الانبياء وتعالوا نتعرف على حال السلف مع ابائهم
إذا أنعمنا النظر في سيرة السلف الصالح - وجدنا صفحات مشرقة تدل على شدة اهتمامهم ببر الوالدين فمن ذلك
- عن أبي مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب: " أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه ب ( العقيق ) فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته: عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أماه. تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
يقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا. فتقول: يا بني ! وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيرا "
وهذا أبو الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو المسمى بزين العابدين، وكان من سادات التابعين - كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أمك، فقال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها
قال هشام بن حسان: " حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت: كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثيابا، وما رأيته رافعا صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي "
وعن بعض آل سيرين قال: " ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع وعن ابن عون أن محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها " وعن ابن عون قال: " دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد ؟ أيشتكي شيئا ؟ قالوا: لا؛ ولكن هكذا يكون عند أمه "
هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فما بال شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما (وهذا من أشد العقوق) من أجل سفر هنا أو هناك أو متعة هنا أو هناك.
قال الإمام أحمد رحمه الله بر الوالدين كفارة الكبائر فيا معاشر المعلمين والمعلمات المربين والمربيات ذكروا الأبناء والبنات بحقوق الآباء والأمهات في مثل هذا الزمن يا من تحملون أمانة الإعلام إي البرامج أي الحملات من أجل حقوق الآباء والأمهات وأنتم معاشر الآباء والأمهات الله الله بتربية الأبناء الإيمان القرآن ادعوا لهم بالصلاح دعوة الوالد والوالدة على ولده لا ترد وكونوا قدوة لهم بالصلاح والاستقامة
أوصيكم يا معشر الأبناء جميعاً ونفسي ببر الوالدين، وأن نسعى لإرضائهما وإسعادهما في هذه الدنيا، أسألك بالله يا أخي ماذا يريد منك أبوك إلا أن تقف معه حين يحتاجك، وأن تسانده حين يحتاجك، بل ماذا تريد منك الأم إلا كلمة حانية، وعبارة صافية، تحمل في طياتها الحب والإجلال.
اللهم إنا نسألك أن تعيننا جميعاً على بر والدينا، اللهم قد قصرنا في ذلك وأخطأنا في حقهما، اللهم فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسرفنا وما أعلنا، واملأ قلبيهما بمحبتنا، وألسنتهما بالدعاء لنا، يا ذا الجلال والإكرام. سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0
عدل سابقا من قبل ابنة الاسلام في الخميس يناير 13, 2011 2:10 pm عدل 1 مرات | |
|
ام صلاح مشرف دردشة
عدد المساهمات : 29 نقاط : 26020 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الإثنين أكتوبر 18, 2010 9:45 pm | |
| | |
|
@ام عبد الرحمن@ مراقب عام
عدد المساهمات : 97 نقاط : 26130 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 06/09/2010
| موضوع: رد: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 9:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الوعد الامين. وبعد...حياك الله اخيتي ابنة الاسلام وبارك الله فيك وجزيت الفردوس الاعلى على هذا الموضوع القيم. اسال الله ان يجعلنا ممن يبرون لوالديهم ويحسنون لهم. وارجوا ان تتقبلي مروري المتواضع. اخيتك ام عبد الرحمن..
| |
|
الاخ ابو اسامة Admin
عدد المساهمات : 90 نقاط : 26146 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 05/09/2010
| موضوع: رد: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الأربعاء أكتوبر 20, 2010 2:21 pm | |
| الحمد لله الولي الحميد واشهد ان لا اله الا الله الواحد الاحد الذي منه بدا الخلق والى العود في يوم الوعيد واشهد ان محمدا عبده ورسوله النبي الشهيد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم التلاقي الفريد وبعد اخوتي واحبتي جنود السنة واعمدة العقيدة وحراس الدين العتيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابتداء احب ان اتوصل الى اخيتي الفاضلة الكريمة ابنة الاسلام على ما قدمت فافادت ونقلت فاجادت وبحثت فوفقت فبارك الله فيك اخيتي وجزاك اله عنا كل خير الحقيقة ان الموضوع راق جدا ، ورائع جدا ومتقن جدا ، وعلمي جدا فالحمد لله الذي وفقك لهذا وما كان لك ذلك الا بتوفيق من الله فله الحمد والشكر والثناء الحسن وحده سبحانه ثم قد احسنت صنعا واختيارا يا اخيتي لانك وضعت يدك على جانب مهم ، بل هو من اهم الجوانب التي يجب على المؤمن ان يراعيها ، وان يتعهدها بالحفظ والصون ، لا اقول بين الفينة والفينة ولكني اقول بين كل جزء من الثانية واخر وذلك لما يعنيه هذا الجانب العظيم من حياة المؤمن الاجتماعية والدينية والاخلاقية والاسرية وهلم جر ان المؤمن لا ينكر لاهل الفضل فضلهم ولا لاهل الخير خيرهم ولا لاهل الاحسان احسانهم اذا كان هذا مع الاجانب الاباعد فكيف بالله عليكم اذا كان هؤلاء هم من تسبب في ايجادك فالله اذن بميلادك وهما تشاركا همك وغمك والسهر والتعب والنصب في سبيل ابتسامتك ؟؟؟؟ بالله عليكم يا احبتي لو ما كان في هذا المضمار من امر الا انه كما تدين تدان لكان كافيا وحريا بكل عاقل ان يحسن الى اصوله عسى الله ان يلين له قلوب فروعه فيحسنوا اليه حري بكل عاقل ان يحسن الى والديه اذا علم انه لا سبيل لان يحسن اليك اولادك الا من ذا الطريق فانه كما تدين تدان ان اجر الاحسان الى الاهل والاقارب والاصحاب لعظيم وان اجر الاحسان الى الوالدين -من باب اولى - لاعظم واكبر وقد علمتنا اختنا ابنة الاسلام ان الله تبارك وتعالى قد قرن في اوامره الشرعية بين عبادته وتوحيده من جهة وبين البر والاحسان الى الوالدين من جهة اخرى فحقيق بنا كما اننا نهتم بعبادة الخالق سبحانه ونرجوا ان نكون من صلاح خلقه ان نحسن ايضا الى من كان السبب الاول والمباشر في كوننا جزئا من هذا اللق ابتداء وفي زمن كثر فيه العقوق وانتشر بل لربما صار مودة ، وكذا البر اندثر لحقيق بنا ان نحمل انفسنا واخوتنا في كل مقام ومقال الى نعود العود الحميد الى التواصل الفعال مع الاهل والاقارب والوالدين فيا ايها الاخ الذي تعسرت عليك امور حياتك ..راجع علاقتك بوالديك يا ايها الاخ الذي قل مالك ..راجع علاقتك بوالديك يا ايها الاخ الذي عقك اولادك ..راجع علاقتك بوالديك يا ايها الاخ الذي قلاك اصحابك ..راجع علاقتك بوالديك ايتها الاخت التي تاخر عنها الزواج ..انظري صلتك بوالديك ايتها الاخت التي تعسرت عليك دراستك خاصة وامورك عامة ..عودي الى والديك علينا جميعا ان نعود الى والدينا وان نقبل الارض تحت اقدامهم حتى ننعم من الله بالرضى ومن النس بالاكبار ومن الاولاد بالبر وعدم العقوق والجفاء والله الموفق والهادي الى سواء الصراط والحمد لله رب العالمين اكرر شكري وامتناني لاحيتنا ابنة الاسلام على ما زينت به اروقة القلعة وعلى ما انارت صدرونا وقلوبنا بكلمات مقالها الطيب وبارك الله في الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|
ابنة الاسلام المشرفة الرئيسة
عدد المساهمات : 35 نقاط : 25987 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: بر الوالدين خلق عظيم دعا إليه القرءان الخميس أكتوبر 21, 2010 6:51 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
استاذنا الفاضل لك جزيل الشكر على مروركم وتعطيركم لموضوعي بكلماتك :
وارجو من الله ان يجعلنا واياكم ممن يبرون بوالديهم لننال جنان النعيم
لا أظن أنه تخفا علينا فضل بر الوالدين، وحرمة عقوقهما ولكن ما ينقصنا العمل بما نعلم
جزاك الله كل خير واسقاك شربة من يدي النبي عليه الصلاة والسلام لا تظمأ بعدها
| |
|
ابنة الاسلام المشرفة الرئيسة
عدد المساهمات : 35 نقاط : 25987 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الخميس أكتوبر 21, 2010 7:02 pm | |
| لحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اشكرك جدا اخيتي على مرورك الكريم وارجو من الله العلي القدير ان يفتح لك باب السرور وان يبني لك في جنته اجمل القصور بارك الله فيك | |
|
سجايا الروح عضو مواضب
عدد المساهمات : 34 نقاط : 25577 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 01/12/2010
| موضوع: رد: بر الوالدين خلق عظيم دعا اليه القرءان الخميس ديسمبر 02, 2010 6:52 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله اللهم اجعلنـا بارين بوالدينـا ولا تجعلنا عاقين بهم شكراً ابنة الإسلام على تقديمك لهذا الموضوع القيم بارك الله فيك اختي على حسن اختيارك له وجعله في ميزان حسناتك بالتوفيق دوماً مع انتظار جديدك بكل شوق | |
|