ملتقى أهل الأثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال تعالى ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ، وعمل صالحا ، وقال إنني من المسلمين (الاية)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكل الاعضاء الملتحقين مجددا ..اهلا وسهلا ومرحبا ..عود حميد باذن الله

 

 أخلاق القرآن

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم الحنين
عضو مواضب
عضو مواضب



عدد المساهمات : 19
نقاط : 25997
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 4:56 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين...
أما بعد؛
قال الله تعالى ((33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35))..
بداية اخواني أسأل الله العون والتوفيق والسداد وأشهده عز وجل اني اخترت هذه الآية الكريمة لاني أحبها حبا عظيما وبي شغف لما تحمله هذه الألفاظ من منهج حياة يحث على التسامح والتجاوز والتنازل عن الحق في الاخذ بمثل ما أوذيت به وذلك لنزع فتيل الفتنة والخلاف لأن الانتقام يؤدي إلى استمرار الاحقاد والضغائن حتى لو كانت مواضيعها صغيرة ؛فالرد عليها بمثلها يوسع الشقة والنزاع حتى يباعد الاهل ويفرق الشمل وهذا المنهج أسسه لنا من خلق البرايا وهو وحده من يعلم كيف يهذب السرائر البشرية ....

ووالله قد جعلت من هذه الاية الكريمة منهجا لتأديب نفسي واضعة معانيها أمام ناظري في كل موقف اصادفه في حياتي واسأل الله العلي القدير أن يجعلني واياكم بهذا الخلق العظيم وأسأله تعالى الثبات والمغفرة ...

وقد وردت هذه الاية يا اخوان في سورة فصلت 34 وهي مكية أي انها نزلت على سيد الخلق وهو لازال بمكة يدعوا الى الله وقد ورد في سبب نزولها أكثر من وجه ...
فقيل أنها نزلت في أبي جهل فهو كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فامره الله بالعفو عنه فقال له (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) وقيل نزلت في أبي سفيان ابن حرب فقد كان أيضا عدوا مبينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ....

والوجه الثاني فيه ثلاثة أقوال ..

الاول ...ان المراد بها ماورد في الاية أن تقول / عن كذبت يغفر الله لك وإن كنت صادقا يغفر الله لي وهذا الدفع بالتي هي أحسن وكذلك قيل أن أبو بكر رضي الله عنه قالها لرجل نال منه ....

الثاني...أنها وردت في المصافحة كما ذكر في الاثر (تصافحوا يذهب الغل) ؛ (من تمام المحبة الأخذ باليد ) .. وقد روى قتادة قال :قلت لأنس : هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم *حديث صحيح *.

وأما الثالث....فهو السلام .
والاجمع لذلك أن هذه الاية تدعوا الى الرفق واللين والمجادلة بالحسنى في أسلوب الدعوة وقد أنزلها الله على نبيه الكريم بمكة ليرسم له أسلوب الدعوة في تلك الظروف ومع أولئك البشرولتبقي على مر الزمان منهجا في الدعوة الى الله ؛ بعدما أسبقها الله عز وجل بصفات أفضل البشر ألا وهم الدعاة الى الله في قوله تعالى سابقا هذه الاية (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)...

وهكذا تسلسل المنهج الالهي من الصفات الى طريقة الدعوة وهي ماتتناوله الايه قيد الشرح الان ...طيب..

بدأت هذه الاية تشرح أسلوب الدعوة وطريقها فقال عز وجل () وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) وقد كان اعداء الاسلام لا يملكون سلاحا سوى الافتراء والاستهزاء والسخرية والكلام البذيء ؛وانواع الضغوط والظلم فأراد الله ان يرتقي برسوله والمؤمنين من خلفه عن هذا وجعل سلاحهم التقوى والطهر وقول الحق واللين والرفق والمحبة... اتت لا هنا زائدة لتأكيد النفي،
وعلى الرغم من أن مفهوم الحسنه / هي كل إحسان وجميل وخير وبركة
والسيئة / هي كل انحراف وقبح وعذاب أيا كان نوعه....فإن هذان المعنيان لهما واسع المفهوم إلا ان الاية اختصت هنا بمفهوم الدعوة الى الله
فذهب بعض المفسرون إلى ان الحسنة/هي الاسلام والتوحيد
والسيئة /الشرك والكفر وقال البعض الحسنة /هي الاعمال الصالحة
والسيئة/ هي الاعمال القبيحة وقال آخرون الحسنة/هي الصفات الانسانسيةالنبيلة كالصبر والحلم والمداراة والعفو
والسيئة /هي الغضب والجهل والخشونة...
فيمكن ان نشمل كل هذه المعاني بالقول ان

الحسنة / هي الاسلام والتوحيد وكل ما يقود اليه من احسان وخير وزبركة وأعمال صالحة تنبع من صفات انسانية نبيلة تؤدي إلى الدعوة الى الله بأحسن الافعال والأقوال.
والسيئة /هي الشرك والكفر وكل مايترتب عنه من انحراف واعمال قبيحة تنم عن غضب وجهل وخشونة.

والله عز وجل هنا يخبر مؤكدا معنى انهما لا تستويان وهذا إخبار من الله لاشك فيه ؛ فهل تستوي الاعمال الحسنة كالصدق والبر والحلم والامانة بالكذب والجهل والغضب والخيانه ....
والله لا يستويان عند الله في الحكم والقضاء ولا في الجزاء والثواب ؛ فأهل الحسنة في نعيم مقيم في دار السلام واهل السيئة في جحيم أبدي في دار البوار والعياذ بالله ...
بعد ذلك قال تعالى(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).. والخطاب هنا موجه للحبيب صلى الله عليه وسلم لأنه القدوة المهداة ومن بعده أصحابه والتابعون ؛ وهو امر الهي يأمرنا فيه الله أن ندفع كل خلق سيء بخلق حسن فاضل كدفع الباطل بالحق والخشونة بالحلم والمداراة ولا نرد الاساءة بالاساءة والقبح بالقبح...

والدفع هنا كلمة تشعرك بالقوة من أول لحظة ولكنه هنا ليس دفعا بدنيا بل سلاح ينبع من روح مؤمنة قوية فإن آذاك أحد بالقول فقل (إن كنت كاذبا غفر الله لك وعفا عنك وإن كنت صادقا غفر الله لي )....
وفي هذا المعنى وردت فيه آيات عديدة منها :

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
(وأن تعفوأقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم)
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم عن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا )
فأيما كان بين مسلمين لم يتقيا الله فيه ويعملا بما جاء في هذه الايات كان اللشيطان الحظ الوافر منه فيلقي فيه ما يلقي لتنشب نار الفتنة في نفسيهما ويحصل الشقاق والفرقة .
ثم تقودنا الاية الى قوله عز وجل (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)إذا هنا جاءت فجائية تفيد التشبيه البليغ الذي ستخبر به الاية

الذي (مبتدأ) الظرف "بينك" متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ "عداوة"، وجملة "كأنه ولي" خبر المبتدأ " (الذي ) أيان مايترتب عليه عدم رد الاساءة بمثلها ان يصبح الذي بينك وبينه عداوة كما لو كان وليا حميما ....والولي هو القريب المحب لك أي أقرب الناس اليك ....وحميم تعني أصلا (الماء الحار المغلي )واذا قيلت لعرق الجسم حميم فذلك لحرارته .ومن هنا سمي الحمام حماما يعني مكان الاغتسال ؛وقيل عن الاصدقاء المخلصين والمحبين للشخص (حميم).. وهذا تشبيه بليغ لاثر هذا الخلق العظيم الذي يحول الكراهية الى حب حار جدا وهذا خبر من الله ايضا لايمكننا التشكيك فيه...
والوارد في النفس البشرية يااخوان أن كل من يقوم بالسيئة ينتظر الرد بالمثل وقد يكون جواب السيئة عدة سيئات ؛

ولكن عندما تقابل السيئة بالحسنة يحدث التغيير الذي يؤثر على ضمير الفاعل بشدة فيوقظه ويحدث ثورة في أعماقه فيحس بالخجل والحقارة وينظر الى المحسن إليه بعين التقديرؤ والاكبار من داخله حتى وان منعه الكبر ان يقول ذلك فمع تكرار الاحسان سيفعل ....وقد قيل في هذا
(الانسان عبد الاحسان) و قال الشاعر :
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الانسان احسان
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يجسد هذه المعاني الجليلة في فتح مكة اذ قال لقومها (اذهبوا فأنتم الطلقاء) بعد ما اجمعوا عليه بشتى أنواع الاساءات ولكن لنتامل في ردة الفعل يا اخوان هااا ماذا حدث

لقد دخلوا في دين الله افواجا....افواجا يا اخوان ليس افرادا
هذا هو الاخبار الالهي وهذا هو رأي العين فماعلى المؤمنين الا الامتثال والطاعة ليجنوا ثمار الاخلاق العظيمة ....وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما ( أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الاساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وأحسن إليهم )
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه (ماعاقبت من عصى الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه )
ويقول البارىء عز وجل ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان )

فما أحسن من المغفرة والجنة اخواني!

وهاهوحديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب . متفق عليه
والصرعة هنا بضم الصاد /أي الرجل يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه فيصرع غضبه ...وقيل الصرعة الرجل الذي يصرع الناس بقوته ولا يصرعه الرجال ...وقيل الغلاب في المصارعة يقال رجل صرعة و قوم صرعة

و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم :
ففى رواية مسلم فى صحيحه :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
« مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ »

ووالله يا اخواني ماجرب أحد ان يتحلى بهذا الخلق ووجد خلافا لهذا !!وهذا الاسلوب في التعامل ليس سهلا ولا عاديا بل يحتاج إلى بناء أخلاقي عميق لذلك تبين الاية الاسس الاخلاقية لمثل هذا التعامل في تعبير قصير ينطوي على معان كبيره فنهي القول سبحانه (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35))..

فعلى الانسان أن يجاهد نفسه مدة طويلة كي يستطيع السيطرة على غضبه وتكون روحه قوية في ظل الايمان والتقوىحتى لا يتأثر بسرعة بكثرة الايذاء ولا يطغى عنده حب الانتقام فتلزمه اروح الواسعة وينشرح صدره بالمقدار الكافي حتى يصل إلى مرحلة مقابلة السيئات بالحسنات وأساس هذا الخلق خصلة أساسية تمكن في النفس كل الملكات الفاضلة ألا وهي
الصبر الذي يسمو بالنفس البشرية الى الكمال الروحي ...

وهنا يلقاها الضمير يرجع الى الخصلى والوصية التى جاءت بها الايه أي لا يتحلى بتلك الاخلاق الا الذين تابروا وجاهدوا النفس بالصبر مرارا بالاستعانة بالله والاعتماد عليه وعدم التهاون مع النفس ومجاراة وساوس الشيطان واحتساب كل أذية في سبيل الله لان هذا فضل من الله لا يؤتاه الا من كان حظه عظيما في رحمة الله وجزائهوقال قتادة: الحظ العظيم / الجنة وكذا اتفق عليه اغلب المفسرون الحظ العظيم / المغفرة والجنة....

والثواب العظيم لا يكون الا ثمرة مجهود عظيم صادق مع الله وها نحن نرى كثيرا من الناس لا يفهمون الحكمة من الابتلاء في الحياة فبعضهم يضجر وبعضهم ينحرف عن الدين والمنهج والبعض الاخر يظن أن الابتلاء مقتصر على المرض او الفقر أو الولد وما الى ذلكوينسون أن اجادة الاقوال والاعمال والاحوال وتحسينها هو لب الابتلاء؛ كي يصل كل منهم الى الخلق الاحسن ...فالاخلاق تمتد في كل سلوك يمارس الانسان حتى يرتقي بها الى المستوى الرفيع الذي تتحدث عنه الايات الكريمة؛

فالقرآن الكريم يسمو بالانسان بالتربية والايمان الصادق الذي يرى فيه الانسان عالم الاخرة قبل عالم الدنيا فمن تعلق قلبه بالاخرة قضى أوامر ربه وسعد بالدنيا وفرح قلبه بالدار الاخرة ...
وها هو معلمنا صلى الله عليه وسلم حين اراد أن يثأر لحمزة رضي الله عنه من شدة حزنه عليه وأخذ يتوعد الكفرة بأن يعاقبهم على ما فعلوا به
خاطبه ربه وقال ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبروما مبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)فقال صلى الله عليه وسلم :اصبر..اصبر ...ثم عفا عنهم

والله يا اخوان لا اعظم من منهج الله وتطبيق رسوله عليه الصلاة والسلام وان كل منا لو عمل بهذا لما وجدنا بين المسلمين فتنة ولا عداء ولا بغضاء ولا كبر ولاحرب ؛ بل تسامح وتراحم يرجى به وجه الله الكريم فكل ما أمرنا به واجب علينا تطبيقه من صغائر الامور حتى عظامهاوقد قال تعلى (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
وقال (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)

تأملوا يا اخوان كله سلام وحسنى لا عنف ولا تأنيب الله الله

وهاهو صلى الله عليه وسلم قد نام في ظل شجرة فإذا برجلب من الكفار يهجم عليه بسيفه ويوقظه قائلا :يامحمدج من يمنعك مني ...قال عليه الصلاة والسلام بكل هدوء وثبات : الله فاضطرب الرجل وارتجف وسقط السيف من يده فأمسك به عليه الصلاة والسلام وقال له :ومن يمنعك مني؟ فقال الرجل: كن خير آخذ فعفا عنه صلى الله عليه وسلم
وهاهو صلى الله عليه وسلم معثمامة بن أثال سيد اليمامة حين جاء به الصحابة في سرية أسيرًا؛ فأكرمه النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان يبعث إليه كل يوم بلبن عدة شياه فيشربه كله. وكان ثمامة في أَسره يراقب تصرفات المسلمين وأفعالهم؛ فرأى من التقوى والمحبة والتعاطف والتواضع وكثرة العبادة ما لم يرَ في حياته، ، ولكن أنفة الزعامة والعزة كانت متمكنة من نفسه، وكان إذا قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "أسْلم يا ثمامة". يرد عليه بقوله: يا محمد إن تنعم عليَّ تنعمْ على شاكر، وإن تقتلني تقتل ذا دم. وفي اليوم الثالث من أسره أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بإطلاق ثمامة من أسره، وقال له: اذهب حيث شئت. فذهب ثمامة. ...سبحان الله ماهي ردة فعل الرجل يا اخوان ....لقد ذهب لاقرب بستان فيه ماء فاغتسل واتى النبي بعد برهة يعلن اسلامه ... الله اكبر..و قال : يا محمد والله لقد كان وجهك أبغض الوجوه الي وصار الان احب الوجوه الي ...ووالله لقد كانت بلدك أبغض البلاد الي فصارت احب البلاد الي.. ووالله لقد كان مسجدك هذا ابغض البقاع الي فصار الان أحب البقاع الي (او كما جاء في لفظه)....
سبحان الله لما جادله صلى الله عليه وسلم بالحسنى و تركه في المسجد ثلاثة ايام لكي يتعلم ويرى الدين قائما بأم عينه يا اخوان لم يقل لا فائدة ترجى من هذا ولم ييأس منه منذ البداية انها أصول الدعوة الى الله يا اخوان فاين نحن من كل هذا ؟

وهاهم الصحابة والتابعون على أثر الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يحثهم ويعلمهم هذه الاخلاق الرفيع حين شتم سيدنا أبو بكر من قبل رجل فعفا عنه ساعة ثم جاش به الغضب فرد عليه ..فقام صلى الله عليه وسلم فلحق به رضوان الله عليه فقال :يارسول الله شتمني الرجل فعفوتوصفحت وانت قاعد فلما اخذت انتصر قمت يا نبي الله قال عليه الصلاة والسلام : أنه كان يرد عنك ملك من الملائكة فلما قربت تنتصر ذهب الملائكة وجاء الشيطان فوالله ما كنت لاجالس الشيطان يا أبا بكر.وهذا أحد الصالحين حين أمر خادمه بماء ليتوضأ فجاء الخادم بماء ساخن جدا فوقع من يده على سيده فاحرقه فقال له وهو غاضب :أحرقتني واراد أن يعاقبه فقال الخادم:يا معلم الخير و مؤدب النا سارجع الى ما قال الله تعالى فقال الرجل :وذا قال تعالى قال: (والكظمين الغيظ) قال: الرجل كظمت غيظي
فقال الخادم )والعافين عن الناس ) قال الرجل :عفوت عنك
فقال الخادم : (والله يحب المحسنين )فقال الرجل :أنت حر لوجه الله
وهكذا ثبت القرآن روح المحبة والسلام ليبني مجتمعا لبناته العفو والتسامح الصلح والاصلاح فيا اخواني في الله أين نحن من هذا وأين أيامنا من أيام الصحابة رضوان الله عليهم ها نحن في زمان الفتن واللغو والشقاق ولازالت أحكام الله وأخباره تتلألأفي سماء دنيانا وكل يوم يتحققون من نفئس قوانين الله ؛ أوليس من الناس من لا يفهم إلا لغة الاكتشافات المعرفيه ....ها هو باحث في علم النفس يقول حرفياوهو يتكلم عن ذات هذه الاية من سورة فصلت ( يشمل ويحتوي هذا النص القرآني على ما يصل الى 500 قانون من أبرز وأهم قوانين علم النفس المتعارف والمتفق عليها في الاوساط العلمية والطبية والنفسية من قبل العلماء والخبراء والاطباء ..فالقوانين المستخرجة من أية التسامح تشتمل على قوانين النجاح والحب ومهارات التفكير الايجابي واستراتيجيات مواجهة الضغوط الحياتية البسيطة والمأساوية ومهارات التكيف وإدارة الذات ودافعية الانجاز وطرق مواجهة الكثير من المشكلات الاضطرابات النفسية والسلوكية كالقلق والاكتئاب وتعلم التفاؤل وأساليب التغير وغيرها..) د/نايف سالم الطراوئة....اخصائي الارشاد النفسي والتربوي بجامعة القصيم ...هاااا

ماذا بعد يا اخوان هل نستنهض الهمم لنرتقي بزماننا من هذا الذي نعيش فيه ام نكتفي بسرد المعاني وتأمل الاخبار؟!

أقسم بالله لو أن كل واحد فينا جعل من هذه الاية منهجا لحياته لصرنا أرفع الجتمعات بكل المعايير وهذا أشهد الله عليه لاني حاكيته محاكاة عمليه جادة ؛وما في الامر أكثر من الجلد فلتكن أرجلنا في الارض وقلوبنا معلقه في السماء فلب الجهاد احتساب النفس عند الله ولب الصبر احتساب ابلاء والاذية عند الله فلتكن أرواحنا واسعة عامرة بالايمان لنطبق منهج الله ونرتقي لاخلاق رسول الله يا احباب الله واحبا ب رسوله ...

وقد قيل
فما الناس إلا واحد من ثلاثه شريف ومشروف ومثل مقاوم
::::
فأما الذي فوقي فأعرف قدره وابتغ فيه الحق والحق لازم
::::
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن اجابته عرضي وإن لام لائم
::::
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا تفضلت إن الفضل بالحلم حاكم

وفي بيتان أحبهما أظنهما للامام على رضي الله عنه يقول:
يخاطبني السفيه بكل قبح فآبى أن أكون له مجيبا *** يزداد سفاهة فأزداد حلما كعود زاده الاحراق طيب

الحمد لله الذي هدانا ووفقنا لطلب العلم ونحمده ونثني عليه الثناء كله ونستغفره من كل ذنب ونبرأاليه من كل زلة أو نقصان
أشكركم على متا بعتكم اخواني ..ونهاية أقول الله اعلم
جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه


عدل سابقا من قبل أم عبد الله في الإثنين سبتمبر 06, 2010 5:42 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاخ ابو اسامة
Admin
الاخ ابو اسامة


عدد المساهمات : 90
نقاط : 26151
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 05/09/2010

أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 5:17 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا يا اختنا ام الحنين وبارك الله سعيك وجهدك وبارك الله لك وفيك وعليك وبك
وادام الله نورك وعزك على ما افدت فاجدت
بل والله امتعتنا خير الامتاع ببسطك القول في اية عظيمة من ايات كتاب ربنا
وما احوجنا الى استقراء ذلك بلغة القلوب والضمير قبل لغة الكلام والتعبير
وان نسمع هذا بسمع الافئدة والعقول قبل ان نسمعه كما نسمع اي قول
وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين
اخوك ابو اسامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-qal3a.1fr1.net
ابو معاذ الاصيل
مراقب عام



عدد المساهمات : 33
نقاط : 26019
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 5:25 pm




(فعلى الانسان أن يجاهد نفسه مدة طويلة كي يستطيع السيطرة على غضبه وتكون روحه قوية في ظل الايمان والتقوىحتى لا يتأثر بسرعة بكثرة الايذاء ولا يطغى عنده حب الانتقام فتلزمه اروح الواسعة وينشرح صدره بالمقدار الكافي حتى يصل إلى مرحلة مقابلة السيئات بالحسنات وأساس هذا الخلق خصلة أساسية تمكن في النفس كل الملكات الفاضلة ألا وهي
الصبر الذي يسمو بالنفس البشرية الى الكمال الروحي ...)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله
رائع اختى ام حنين

ما اجمل ان نتخلق بالاخلاق التى ارتضاها لنا ربنا جل وعلا

ووالله قسم غير حانث فيه لو ان الامة اجتمعت على مثل هذه الاخلاق ما وجدنا ما نرى اليوم من احوال
لهذه الامة .

اخيتى .... صدقا موضوعك حمسنى لامور كثيرة

محاولا التادب بهذه الاخلاق ملتمسا التيسير من الله ان يعيننى على ذلك

جزاكم الله كل الخير

اخيتى تقبلى تقديري وتحيتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحنين
عضو مواضب
عضو مواضب



عدد المساهمات : 19
نقاط : 25997
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 5:34 pm

بارك الله فيكما أخوي على اهتمامكما وشكرا على تشجيعكما لمجهودي المتواضع أسأل الله أن يرزقنا الاخلاص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالثلاثاء سبتمبر 07, 2010 1:13 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خير الجزاك اختنا ام حنين وجعله الله فى ميزان حسناتك



اخوكم نصر الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
@ام عبد الرحمن@
مراقب عام
@ام عبد الرحمن@


عدد المساهمات : 97
نقاط : 26135
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 06/09/2010

أخلاق القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق القرآن   أخلاق القرآن Emptyالثلاثاء سبتمبر 07, 2010 11:39 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد سيد الخلق اجمعين.
وبعد ... بارك الله فيك اخيتي ام الحنين على هدا الموضوع الرائع واقسم بالله انك شجعتني على ما بدئت به هو ماشملته بموضوعك. فبارك الله فيك وجعله الله بميزان حسناتك.
تقبلي مروري.
اختك ام عبد الرحمن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أخلاق القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخلاق القرآن **
» تحيّة الإسلام ...ضمن سلسلة أخلاق القرءان
»  الشعب العربى فضّل الصمت بشأن حرق القرآن
» لماذا ذكر الله الزانية قبل الزاني, و السارق قبل السارقة في القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى أهل الأثر  ::  شبــاب الدعوة :: منتدى الأخلاق الإسلامية-
انتقل الى: