أم الحنين عضو مواضب
عدد المساهمات : 19 نقاط : 25982 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 06/09/2010
| موضوع: أخلاق القرآن ** الجمعة سبتمبر 17, 2010 3:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا حتى يرضى واذا رضي والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين اخوتي نحن لازلنا نتحدث عن الاخلاق العظيمة التي جاء بها القرآن من لدن حكيم عليم وكلها تبني مجتمعا عظيما لو وجدت الالتزام والتطبيق فما من خلق منها يشكو من عيب أو نقصان ،ومامن خلق منها يصعب الاتيان به وتطبيقه وانما هي مفاتيح الخير لكل نفس بشرية تطمح لافضل الخلال وتتطلع الى ملاقاة ربها على أفضل الاحوال والافعال،فما رزقنا بها الله في كتابه المنزل الا لعلمه سبحانه بأن فيها من الخير الكثير وهو وحده من يعلم مافيه خيرنا وصلاحنا .. ومن أهم ما يجب أن أبدأ به الحديث عن هذا الخلق العظيم ألا وهو الصدق ... هو أنه كان من ألمع أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم ،خلقه الله به وجبله عليه من قبل البعثة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ألم يلقب** بالصادق الامين ... الله الله.. لم يلقب بالعبقري ولا بالمخترع ولابالشاعر المحنك وانما لقب بأعظم أخلاق الدنيا على الاطلاق ...وقد أعلى الله قدره وقال (وانك لعلى خلق عظيم).....أول ماعرف من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم **الصدق والامانه ، وهما خاصة من جعلا له المكانة العليا في النفوس والقبول في القلوب لان هاتين الخلتين تعززا ثقة النفوس البشرية في بعضها وتبعث على الطمأنينة من جانب من يتخلق بهما ،وان من حكمة الله عز وجل أن جبل عليهما نبيه الرحمة لانه لو لم يكن صادقا لكان ذلك ثغرة عليه في البعثه وحاش لله أن يبعث نبيه وينقص عليه ، ومن هنا يتضح لنا ايها الاكارم ان الصدق خلق محمود حتى في ايام الجاهلية ويندر من يتخلق به على كماله ، ولان القرآن سيد مناهج الاخلاق فقد أتم الله علينا نعمته أن بينها لنا جميعا بنصوص قرآنية واضحة صريحه تأمر بأحسن الاخلاق وتنهى عن أوئها وتبين للمحلين بهذه اوتلك الجزاء والعقوبة والفائدة والخطر فهيا بنا نتامل قول الله تعالى: (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: من الآية 119 ما زال السياق الكريم في أحداث غزوة تبوك والذي تحدثت عنه الآيات السابقه(لَقدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)إعلان عن شرف وكرامة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه البررة من الأنصار والمهاجرة إذ قال تعالى { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } أي أدامها ( التوبة ) وقبلها وقوله { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } أي عند خروجه إلى تبوك في الحر الشديد والفاقة الشديدة وقوله { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } وذلك لصعوبة الحال وشدة الموقف لقد عطشوا يوماً كما قال عمر رضي الله عنه : كان أحدنا يذبح بعيره ويعصر فرثه فيشرب ماءه ويضع بعضه على كبده فخطر ببعض القوم خواطر كادت القلوب تزيغ أي تميل عن الحق ولكن الله تعالى ثبتهم فلم يقولوا سوءاً ولم يعملوه لأجل هذا أعلن الله تعالى في هذه الآيات عن كرامتهم وعلو مقامهم ثم تاب عليهم إنَّهُ هوالتواب الرحيم وقوله { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } وهم (كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية )ومعنى خلقوا/ أرجئوا في البت في توبتهم إذ تقدم قوله تعالى { وآخرون مرجون لأمر الله } فقد تخلفت توبتهم خمسين يوماً { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه } فصبروا على شدة ألم النفس من جراء المقاطعة التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم انتظاراً لحكم الله لأنهم تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ولم يكن لهم عذر ، فلذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم تقدم المخلفون فاعتذروا فقبل منهم رسول الله وتاب الله على المؤمنين منهم ولم يتقدم هؤلاء الثلاثة ليعتذروا خوفاً من الكذب فآثروا جانب الصدق فأذاقهم الله ألم المقاطعة ثم تاب عليهم وجعلهم مثلاً للصدق فدعا المؤمنين أن يكونوا معهم فقال { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } أي **اتقوا الله باتباع اوامره واجتناب نواهيه وكونوا من الصادقين في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم تكونوا مع الصادقين في الآخرة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
والخطاب قيل : لمن آمن من أهل الكتاب وروي ذلك عن ابن عباس فيكون المراد بالصادقين الذين صدقوا في إيمانهم ومعاهدتهم الله تعالى ورسوله الله صلى الله عليه وسلم على الطاعة : وجوز أن يكون عاماً لهم ولغيرهم فيكون المراد بالصادقين الذين صدقوا في الدين نية وقولاً وعملاً ، وأن يكون خاصاً بمن تخلف ، فالمناسب أن يراد بالصادقين الثلاثة أي كونوا مثلهم في الصدق وخلوص النية . وأخرج ابن المنذر . وابن جرير عن نافع أن الآية نزلت في الثلاثة الذين خلفوا ، والمراد بالصادقين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبذلك فسر أن المراد كونوا مع أبي بكر . وعمر رضي الله تعالى عنهما . وأخرج ابن عساكر . وآخرون عن الضحاك أنه قال : أمروا أن يكونوا مع أبي بكر . وعمر . وأصحابهما . ، والظاهر عموم الخطاب أن يندرج فيه التائبون اندراجاً أولياً ، وكذا عموم مفعول { اتقوا } ويدخل فيه المعاملة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الغزوات دخولاً أولياً أيضاً ، فالنداء يايها الذين أمنوا كان عاما لكل من آمن بالله واتبع الايمان بالتقوىو كلمة التقوى مأخوذة من مادة (وقي) من أصل كلمة الوقاية ووقي تعني أنه جعل بينه وبينالشي االأخر حاجزا يحميه ويقيه . وذكرت التقوى في 258 آية في القرآن لاهميتها أنهادليل أيمان الأنسان .
فعندما يقال لك أتق الله فإن ذلك يعني أن تجعل بينك وبين غضب الله حاجزا واقيا وبذلكنفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " أتقوا النار ولو بشق بتمرة" ويقصد بها حاول بكل ما لديك من قوة لطاعة الله وتجنب عذابه . فالتقوىعموما تعني الإئتمار و الإلتزام بالأمروتنفيذه. الإئتمار) بكلام الله أي (الطاعة).فمعنى إتقي الله أي (إئتمر)و مبدأ التقوى يكون بمثابة الأساس التى تبني عليه حياتك ويكون ذلك بمراقبة الله في كلفعل تفعله وكل سلوك تقوم به ..وهي برهان على الايمان ولك بها عند الله من الجزاء مايرضي صبرك والتزامك ..يقول الله تعالى: " من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا" قال ابن مسعود رضيالله عنه في قوله تعالى : (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ )) (آل عمران :102)
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( التقوى هي الخوف منالجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )).
ويقول الله عز وجل (( ان المتقين في مقاما امين )),يضرب الصراط ينادي الله المتقينفيقول (( وان منكم الا وردها كان علي ربك حتما مرضي ثم ننجي الذين اتقوي ونظرالظالمين فيها جسي))), يدخل المتقين الي جنات الله والي منزلهم وبيتهم فيجدونالملائكه في استقبالهمويقول ربك (( انالمتقين في جنات ونهر في معقدا عند مليك مقتدر )), بعد ذلك يأمر الله تعالى المؤمنين بان يكونوا مع الصادقين لم يقل : كونوا من الصادقين ، ولكن قال ( كونوا مع الصادقين ) ليجتمع الصدق الذاتي وليجتمع المجتمع الصادق الذي لا يسمح ببروز عوامل الكذب والتحلل والنفاق ولبس الوجوه المتعددة فهو حتى في حثه على الخلق العظيم يدعوا لمؤمنين لان يكونوا معا صفا واحدا فكل منهم مطالب بالصدق ليكونوا أمة صادقه توحدها ذات الاخلاق، فالإنسان مجموعة من الحوافز والدوافع والغرائز ، و الرغبات والشهوات ، وهو يتميز عن مخلوقات الله جلّ وعلا بأنه فاعلٌ منفعل ، يعني يتأثر بما يحيط به ومن يحيط به ، ويردد بما يحيط به وبمن يحيط به ، فحين يكون الجو العام الذي يعيش فيه الإنسان جو تزييف وكذب ودجل وإخبارٍ عن الذات بما لا تعتقد فإن التلبّس بفضيلة الصدق تكون أمراً من أعسر ما يكون ،.. وهنا نحن نحتاج لوقفة متمعنة نتدارس فيها معنى هذه الكلمه...
. كلمة الصدق جذرها مكون من ثلاثة أحرف : الصاد والدال والقاف ، تدل في أصل الوضع اللغوي على القوة وعلى المتانة وعلى الصلابة ، العرب تقول : هذا رمح صَدْقٌ ، بفتح الصاد وإسكان الدال ، هذا رمحٌ صدق أي قوي وصلبٌ وشديد ، وتقول العرب : صدق فلانٌ اللقاء في الحرب ، أي أنه ثبت وتترّس في مكانه ولم يسمح لنفسه أن يتراجع . فجذر الصدق الذي هو خليقةٌ من خلائق الإسلام يدل على الثبات والقوة ويدل على العزة والكرامة ، فالمراد هنا ، أن يكون صادقاً باستمرار لان من اتّسم بصفة الصدق فهو قوي في وجه المجتمع كله والكل يدرك في أعمق أعماقه أنه ضعيف وتافه أمام قوته وهذا كما قلت سابقا من أسباب قوة وعزة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والإنسان الكذاب على العكس من ذلك ، حين يكذب يشعر تماماً بأنه يتمرغ في الهوان ويتمرغ في الضعف وينحدر إلى الدرك الأسفل من مواضع الإنسانية . فالصدق في أساسه قوة ، والكذب ضعف ومهانة . فالصدق نستطيع أن نميزه: صدق مع الله ، وصدق مع الذات ، وصدق مع الآخرين أما الصدق مع الله فهوليس على النحو الذي يكون بيني وبينك ، وبينك وبين الآخرين ، ليس معناه أن تخبر الله بشيءٍ هو حقيقة وصدق ، وانماالصدق مع الله وفاء بعهده يقول تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ) فالوفاء بمواعيد الله جلّ وعلا ، الوفاء بالعقد الذي عُقد بيننا وبين الله أن نظل مستمسكين بعرى دينه متتبعين خطى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الذي يمثّل الصدق مع الله تبارك وتعالى ، ولذاجاء التعبير والوصف للمؤمنين ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) فالصدق مع الله ليس كلاماً يقال ولا دعوى تُدّعى ، ولكن الصدق مع الله مواقف و تضحيات ، اشتراء مرضاته عز وجل وبيع للدنيا وسلعها الرخيصة ، فلا صدق مع الفسق ، ولا صدق ه مع الفجور ، ولا صدق في إضاعة الفرائض ، وانتهاك محارم الله..... وأما الصدق مع الذات فهو تعرية الانسان لنفسه أمام نفسه ، ليكشف فيها مواطن الضعف والانحلال والتهور والانصياع للهوى ، وان يقر أمامها وأمام الناس بمواطن الخطأفان اخطأ في حق نفسه بادر للندم والتوبة والرجوع الى الله وان اخطأمع الناس بادر بالاعتذارعن الخطأ ويصالحهم ويعاشرهم بأحسن مما بدر منهرغما عن طبيعته الضعيفة التي تميل به في الاغلب الى تبرئة نفسه وتبرير زلاته ، فالإسلام يطلب من المؤمن أن يكون دقيق المحاسبة لنفسه فلا يدع فيها مكانا للكبر والتبجح مع الخلق ليزداد تأدبا مع الله ، وبهذا يرقى الى الصدق مع الاخرين في التعامل والمشاعر والتعبير عنها والتخلي عن كل مظاهر النفاق الاجتماعي وأقلها ابتسامة زائفه يخدع بها المرء اخيه ثم لا يلبث ان يغتابه ...كذلك الكذب في اي شيئ يمكن أن يقضي حاجة له فما كان ان يقضي حاجتك الا الله ولو تملقت وتزينت بألوان الخداع ما حييت ...فنحن يا اخواني نتحدث ونحث على الصدق باحثين عن ترابط القلوب لا شتاتها... ( إنما المؤمنون إخوة ) فكم من المآسي حصلت بسبب كذبة كان صاحبها يحسبها بيضاء فإذا هي سوداء مظلمة يتولد منها شر مستطير ؟ ؟ وهاهو حديث معاذٍ رضي الله عنه حينما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يجيب سائلاً يسأله عما يضمن له الجنة ، فيقول له : أمسك عليك هذا ، ويشير إلى لسانه ، فيستغرب معاذ رضي الله عنه ويسـأل النبي صلى الله عليه وسلم : أفنؤاخذ بما نقول يا رسول الله ؟ فيقول : ثكلتك أمك يا معاذ ، هل يكبّ الناس في النار على وجوههم ـ أو قال : على مناخرهم في النار ـ إلا حصائد ألسنتهم . ، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول : من علم أن كلامه من عمله قلّ كلامه .
فيا إخوتي انما هي سلسلة تتابع حلقاتها إيمان فتقوى فصدق مع الله ومع نفسك فتكون صادقا مع الناس لأنها نتيجة حتمية لتأدبك مع ربك.. يسهل عليك التأدب مع خلقه وما تأدبت مع الله إلا بعد ان جاهدت لتأديب نفسك... فالانسان ليس كاملا وانما يسعى بأخلاقه لان يرتقي لكمال الروح وهذا يعكس بدوره كل مكامن نفسه تطبيقا ونجاحا...ولنتامل معا احاديث الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهو يوجهنا ويعلمنا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلىالفجور وهما في النار، ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ولا يزال يكذبحتى يكتب عند الله كذابا". أخرجه أبو داود والبخاري في الأدب وابن عدي والبيهقي فيالشعب
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق فإن الصدقيهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا،وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجلليكذب حتى يكتب عند الله كذابا". وأخرجه ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن عدي والبيهقي وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال: "يا أيها الناس اجتنبوا الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجوريهدي إلى النار، وإنه يقال: صدق وبر وكذب وفجر". أخرجه ابن عدي
. وأخرج مالك والبيهقي عن صفوان بن سليم أنه قيل يا رسول الله أيكونالمؤمن جبانا؟ قال "نعم. قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم. قيل:أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا". وعن عائشة رضي الله عنها قالت "ما كانخلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عندهالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة".وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن عبد الله بن عامر بنربيعة قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتنا وأنا صبي صغير، فذهبت ألعبفقالت أمي لي: يا عبد الله تعال أعطيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا قال: إما أنك لو لم تفعليلكتبت عليك كذبة". وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وصححه والدارمي وأبو يعلى وابن حبانوالطبراني والبيهقي والضياء عن الحسن بن علي"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة". وأخرج ابن عدي عن أبي بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول"الصدق أمانة والكذب خيانة". وأخرج ابن ماجة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخرائطي في مكارمالأخلاق والبيهقي عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قلنا يا رسول الله من خيرالناس؟ قال "ذو القلب المحموم واللسان الصادق، قلنا: قد عرفنا اللسان الصادقفما القلب المحموم؟ قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولاحسد. قلنا يا رسول الله: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة،قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن علىأثره؟ قال: مؤمن في حسن خلق. قلنا: أما هذا ففينا". وأخرج البيهقي عن أبي روح حاتم بن يوسف قال: أتيت باب الفضيل بنعياض فسلمت عليه فقلت: يا أبا علي معي خمسة أحاديث إن رأيت أن تأذن لي فأقرأ.فقال لي: اقرأ. فقرأت فإذا هي ستة فقال لي: أن قم يا بني تعلم الصدق ثم أكتبالحديث. ولنا في صحابة رسول الله الاسوة الحسنة بدأت تجسده لنا زوجه الطاهرة السيدة خديجةرضي الله عنها حين صدقته وكذبه الناس.. وجاورها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكذا سمي صديقا ومن بعده الصحابة الاخيار الذين صدقوا رسولهم فصدقوا ماعاهدوا الله عليه وتمثل الصدق في أفعالهم ..فأين نحن منهم يا اخوتي ؟؟ اننا في زمن الفتن الذي يكذب فيه الصادق ويؤمن فيه الخائن ...فترى المرء في زماننا يكذب وهو عند الناس مصدوقا أو متملقا لذي حاجة فالكذب عم وغم وصار مشروعا في الاغراض الدنيه... وانه والله لبيع رخيص..وترى الصادق مهموما يجابه الوانا من التكذيب والتهكم وقلة الوفاء ولكن .....انظروا اخواني لقدرة الله وتدبيره...والذي نفسي بيده ان النفوس البشرية على فطرتها تتحسس الصادق وتأمن جانبه وتطمئن اليه وان كابرت على مجاهرة أهله بحمد خلقهم ...ووالله مامن احد الم بحاجة من لدن خالقه او من بني جنسه الا وكان الصدق اقرب الطرق اليها ،فالله يحب الصادقين ومن أحبه الله حبب الخلق فيه ...فيا اخوتي لا يغرننا فتن الزمان فنحيد عن السبيل ولنتعلم ان الله قاضي الحاجات ما قضاهن كذب ولا رياء ولا تملق ...وانما تصدق قلوبنا فييسر الله الامورو لنذكر قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ***طوبى للغرباء فما احب الي من غربة كهذه** ألا تحبون ان تكون مع من احب الله ووالله اني لاحب ماقال الامام علي رضي الله عنه: تغيَّرتِ المودَّةُ و الإخاءُ وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ و أسلَمنى الزمانُ إلى صديقٍ كثير الغدرِ ليس لهُ رِعاءُ و رُبَّ أخٍ وَفَيَّتُ له بحقٍّ ولكن لا يَدُومُ له وفاءُ أخلاءٌ إذا استغيتَ عنهم وأعداءٌ إذا نزل البلاءُ يُديمُونَ المودَّةَ ما رأوني و يبقى الودُّ ما بَقِىَ الِلِّقاءُ وإن أُغنيتُ عن أحدٍ قلاَنى وعاقبني بما فيه اكتفاءُ سيُغنِينى الذي أغناه عنى فلا فقرٌ يدومُ ولا ثراءُ وكلُ مودةٍ لله تصفو ولا يصفو مع الفِسقِ الإخاءُ وكلُ جِرَاحَةٍ فلها دواء وسوء الخُلْقِ ليس له دواءُ وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ كذاك البُؤْسِ ليس له بقاءُ إذا أنكرتُ عهدا من حميمٍ ففي نفسي التكرمُ و الحياءُ إ ذا ما رأس أهل البيت ولَّى بدا لهُمُ من الناسِ الجفاءُ واخير اخوتي في الله ان طالب العلم منا يبحث ويبحث ويكتب ولكن ..أتدرون الحقيقة الاهم ان ينفع نفسه بما تعلم جهادا وامتثالا لعل ذلك يجمله بحسن الخلق مع الله.... أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا وان يغفر زلاتنا ونقصان أعمالنا ونعوذبه من شرور انفسنا وسيئات اعمالناوندعوه ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه انه ولي ذلك والقادر عليه
| |
|
الاخ ابو اسامة Admin
عدد المساهمات : 90 نقاط : 26136 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 05/09/2010
| موضوع: رد: أخلاق القرآن ** الخميس أكتوبر 14, 2010 1:08 pm | |
| - أم الحنين كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم (..): (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: من الآية 119
(.....) . فالصدق نستطيع أن نميزه: صدق مع الله ، وصدق مع الذات ، وصدق مع الآخرين أما الصدق مع الله فهوليس على النحو الذي يكون بيني وبينك ، وبينك وبين الآخرين ، ليس معناه أن تخبر الله بشيءٍ هو حقيقة وصدق ، وانماالصدق مع الله وفاء بعهده يقول تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ) فالوفاء بمواعيد الله جلّ وعلا ، الوفاء بالعقد الذي عُقد بيننا وبين الله أن نظل مستمسكين بعرى دينه متتبعين خطى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الذي يمثّل الصدق مع الله تبارك وتعالى ، ولذاجاء التعبير والوصف للمؤمنين ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) فالصدق مع الله ليس كلاماً يقال ولا دعوى تُدّعى ، ولكن الصدق مع الله مواقف و تضحيات ، اشتراء مرضاته عز وجل وبيع للدنيا وسلعها الرخيصة ، فلا صدق مع الفسق ، ولا صدق ه مع الفجور ، ولا صدق في إضاعة الفرائض ، وانتهاك محارم الله..... وأما الصدق مع الذات فهو تعرية الانسان لنفسه أمام نفسه ، ليكشف فيها مواطن الضعف والانحلال والتهور والانصياع للهوى ، وان يقر أمامها وأمام الناس بمواطن الخطأفان اخطأ في حق نفسه بادر للندم والتوبة والرجوع الى الله وان اخطأمع الناس بادر بالاعتذارعن الخطأ ويصالحهم ويعاشرهم بأحسن مما بدر منهرغما عن طبيعته الضعيفة التي تميل به في الاغلب الى تبرئة نفسه وتبرير زلاته ، فالإسلام يطلب من المؤمن أن يكون دقيق المحاسبة لنفسه فلا يدع فيها مكانا للكبر والتبجح مع الخلق ليزداد تأدبا مع الله ، وبهذا يرقى الى الصدق مع الاخرين في التعامل والمشاعر والتعبير عنها والتخلي عن كل مظاهر النفاق الاجتماعي وأقلها ابتسامة زائفه يخدع بها المرء اخيه ثم لا يلبث ان يغتابه ...كذلك الكذب في اي شيئ يمكن أن يقضي حاجة له فما كان ان يقضي حاجتك الا الله ولو تملقت وتزينت بألوان الخداع ما حييت ...فنحن يا اخواني نتحدث ونحث على الصدق باحثين عن ترابط القلوب لا شتاتها... (.......) ألا تحبون ان تكون مع من احب الله ووالله اني لاحب ماقال الامام علي رضي الله عنه: تغيَّرتِ المودَّةُ و الإخاءُ وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ و أسلَمنى الزمانُ إلى صديقٍ كثير الغدرِ ليس لهُ رِعاءُ و رُبَّ أخٍ وَفَيَّتُ له بحقٍّ ولكن لا يَدُومُ له وفاءُ أخلاءٌ إذا استغيتَ عنهم وأعداءٌ إذا نزل البلاءُ يُديمُونَ المودَّةَ ما رأوني و يبقى الودُّ ما بَقِىَ الِلِّقاءُ وإن أُغنيتُ عن أحدٍ قلاَنى وعاقبني بما فيه اكتفاءُ سيُغنِينى الذي أغناه عنى فلا فقرٌ يدومُ ولا ثراءُ وكلُ مودةٍ لله تصفو ولا يصفو مع الفِسقِ الإخاءُ وكلُ جِرَاحَةٍ فلها دواء وسوء الخُلْقِ ليس له دواءُ وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ كذاك البُؤْسِ ليس له بقاءُ إذا أنكرتُ عهدا من حميمٍ ففي نفسي التكرمُ و الحياءُ إ ذا ما رأس أهل البيت ولَّى بدا لهُمُ من الناسِ الجفاءُ واخير اخوتي في الله ان طالب العلم منا يبحث ويبحث ويكتب ولكن ..أتدرون الحقيقة الاهم ان ينفع نفسه بما تعلم جهادا وامتثالا لعل ذلك يجمله بحسن الخلق مع الله.... أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا وان يغفر زلاتنا ونقصان أعمالنا ونعوذبه من شرور انفسنا وسيئات اعمالناوندعوه ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه انه ولي ذلك والقادر عليه
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الباري يا اخيتي ام الحنين الطيب الكريمة الطاهرة العفيفة واجزل الله لك العطاء والمثوبة واحسن اليك مقيمة ومرتحلة وبعد فاني لما قرات كلامك النير المنير احترت كيف اعقب عليه اذ هو غني عن كل تعقيب ام كيف ازيد عليه فهو اكمل ما يكون ام كيف استفيض فيه فهو قد استفاظ افاظة لو زيد عليها لذهب جماله ونفعه فما وجدتني الا مجبرا وملزما على الوقوف امامه متاملا وناصحا لخاصة نفسي مستلهما منه ما به اقوم به سلوكي واحمل به نفسي على الصدق هذه الخصلة التي جعلناها شعارا لملتقانا وذلك من خلال جعل اية الصدق اعلى المنتدى وهي قول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فلما توقفت كلماتي امام موضوعك واحتارت اناملي كيف تعقب عليك قلت في نفسي لا اقل من الشكر والعرفان بالجميل والله يقول لا تبخسوا الناس اشياءهم فلا يحل لي ان ابخسك فضلا انت اهلا له ولا منزلة ارادها الله لموضوعك الراق وكلامك النقي الصافي فبارك الله فيك وادعوا اخوتي لمطالعة هذا الكلام الجميل والنصح البين الجليل والله الموفق والهادي الى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين اخوكم ابو اسامة
| |
|
@ام عبد الرحمن@ مراقب عام
عدد المساهمات : 97 نقاط : 26120 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 06/09/2010
| موضوع: رد: أخلاق القرآن ** الجمعة أكتوبر 15, 2010 12:03 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الوعد الامين. وبعد...بوركت اخيتي ام الحنين وسلمت يمينك على هدا الموضوع القيم وجزاك الله كل الخير. انا لم اكن اعلم انك وضعت الموضوع هنا فقد تابعناه في الغرفة ولم اعلم انك وضعته هنا فاعتدر عن تاخر المرور عليه. وجزاك الله عنا كل الخير فقد افدتنا والله فقد كنت اقرء الاية وافهمها سطحيا فقط ولكن بعد شرحك لها الحمد لله فاني اصبحت ملمة بالمعاني المخبأة في ثناياها. فبارك الله فيك وجزيت الفردوس. ارجوا ان تتقبلي مروري المتواضع. اخيتك ام عبد الرحمن...
| |
|